إذَن فالحجّية العملية هي حجّية نظرية مشوبة بعمل كما أنها أبلغ في البيان عن الحجّية النظرية؛ لأنّ الحجّية النظرية والعصمة النظرية (كلاهما بمعنى واحد) تؤمّنان لنا العصمة والأمن من الزلل في التلقّي النظري، في حين أنّها لا تشمل الأمن من الخطأ في السلوك العملي، بينما الحجّية العملية تؤمّن لنا الأمنَ في التلقّي النظري في حين أنّها تؤمّن الخطأ في السلوك العملي. فالتلقّي النظري وعصمته أمر مفروغ عنهما فضلاً عن الأمان والعصمة في التطبيق العملي، ومن ثَمّ فتكون أبلغ في الأمان في علوّ درجة العصمة ومنزلتها من الحجّية النظرية وحدها.
إذَنْ فالرضا والغضب الذي أشار إليهما النبيّ صلىاللهعليهوآله في حديثه لابدّ أن يكونا تابعين لإرادة الله تعالى، في حين أنّها متبوعان بمعنى اطلاعها العلمي بإرادات الله تعالى ورضاه وموارد غضبه، مما يؤكّد وجود العلم اللدنّي لدى فاطمة عليهاالسلام؛ للملازمة بين هذا العلم وبين الإطلاع على كلّ الجزئيات التي لا يتمّ الإطّلاع عليها بدقائقها وأسرارها وغوامضها الّا بالعلم اللدنّي الذي يخصّ الله به أوليائه وحججه المقرّبين، التي أظهر مصاديقها وأتمها فاطمة الزهراء عليهاالسلام.