روى السيوطي في إحياء الْمَيْتِ بفضائل أهل البيت عليهمالسلام:
«قالوا يا رسول الله، من قرابتك؟ هؤلاء الذين وجبت علينا مودّتهم؟
قال صلىاللهعليهوآله: عليّ وفاطمة وولداهما»(١).
والمتمعّن في هذه الآيات وغيرها ليجد لسان المودّة هي ولايتهم عليهمالسلام. فالحثّ على مودّتهم هو أجر الرسالة بمجموعها، فالنبيّ صلىاللهعليهوآله لرسالته مع جميع أتعابه، لم يسألهم مالاً ولاضياعاً بل سألهم التمسّك بمودّتهم وحبّهم.
وإذا كان الأجر يعني التساوي بين متبادلين ـ إذ لا يصحّ أن يكون أحد البدلين أقلّ من الآخر، لئلّا يتحقق غبن لا يرتضيه العقلاء ـ فكذلك أجر ما طلبه صلىاللهعليهوآله منهم قُبالة دعوته هذه وهي مودّة أهل بيته عليهمالسلام فلا يصحّ أن تكون مودّتهم أقلّ من رسالته لئلا يكون غبناً وتفريطاً لحقّ رسالته وهو ما لا يرتضيه أحد يخشى الله ورسوله واليوم الآخر، وإذا كان الأمر كذلك، فإنّ مودّتهم عليهمالسلام عِدل الدين وثمرة الرسالة.
وببيان آخر: إنّ الرسالة مما قد اشتملت على التوحيد والتصديق بالنبوّة والمعاد وبقية الحقائق الحقّة وأركان الدين، ولا يتصور أن يكون شيئاً عِدلاً
__________________
(١) إحياء الميت بفضائل أهل البيت عليهمالسلام/ ٨، الحديث الثاني (والكتاب قد احتوى على ستين حديثاً في فضائل أهل البيت عليهمالسلام).