تمسكتم بهما فلن تضلّوا بعدي أبدا».
وما أشدّ مطابقة آية المودّة مع حديث الثقلين، بل إنّ الآية المزبورة هي من متون حديث الثقلين وسنده القرآني، فما قد ورد في جميع الأنبياء من قولهم (قُلْ مَا سَأَلْتُكُم مِّنْ أَجْرٍ فَهُوَ لَكُمْ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى اللَّـهِ)، لا يغاير ما أمر اللّه تعالى به نبيّ الإسلام من طلب الأجر؛ إذ إنّ هذا الأجر ليس عوضاً ماليّاً، وإنّما هو إكمال للدين وإتمام للنعمة على المسلمين ورِضَى الربّ بذلك، ولا يتمّ الرضا إلّا باستيفاء الأجر العائد نفعه للمسلمين لا له صلىاللهعليهوآله ولأهل بيته المعصومين عليهمالسلام.
وهذا المفاد قد ورد بعينه في الآيات النازلة في الحثّ على ولاية أميرالمؤمنين عليهالسلام، حيث جعل عدم تبليغ ولايته مساوٍ لعدم تبليغ الرسالة، ممّا يقتضي أنّ ولايته هي عِدل الدين وثمرة الرسالة وتمام نعمة الإيمان ورضَى الربّ بالإسلام ديناً فبدونها لم يرتضِ تعالى توحيد العباد به ولا تصديقهم بنبيّه وباليوم الآخر مالم يوالوا وليَّه، كما لا يكمل توحيد الناس وإقرارهم بالبعثة والمعاد إلّا بولاية وليّه تعالى، كما لا تتمّ لهم نعمة الإيمان لهم إلّا بذلك.
فليتدبر الناظر وِفاقَ هذه الآيات بعضها بعضاً مع حديث الثقلين ليتجلّى له وحدة المضمون كما في قوله تعالى (يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن