رَّبِّكَ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ)(١) فلما بلّغ في عليّ ولايته وإمامته نزل قوله تعالى: (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا)(٢) وهو تصريح بأنّ ولاية عليّ بن أبي طالب عليهالسلام تعني كمال الدين وتمام الإيمان وعِدل الرسالة.
كما أنّ المودّة تُعطي مفهوم الولاية أيضاً، فلا ولاية دون مودّة؛ فإنّ مفهومي الولاية والمودّة تعنيان تمام الدين كلّه، وبتلك الدرجة وجبت ولايتهم ومودّتهم وقدّمنا أنّ آيات المودّة كانت تشترك فيها فاطمة عليهاالسلام مع أهل البيت الذين نزلت فيهم والتي هي أسبق في صدق العنوان، وبما أنّ مودّتها واجبة فإنّ ولايتها واجبة للتقريب المتقدّم بين مفهومي المودّة والولاية.
وبذلك تثبت وجوب ولاية فاطمة عليهاالسلام ومودّتها لنفس الغرض. وبمقتضى أنها عليهاالسلام من العترة ـ كما في آية التطهير والمودّة وغيرهما ـ فهي من الثقل الثاني وعدل القرآن الكريم الواجب علي الأُمة التمسّك به. فالتمسّك بها شرط الهداية والأمان من الغواية والضلالة.
ولا يخفى أنّ مقتضى حديث الثقلين عصمة العترة وحجّيتهم وإحاطتهم
__________________
(١) المائدة/ ٦٧.
(٢) المائدة/ ٣.