بالكتاب كلّه، وأنّهم القيّمون على تفسير كتاب الله وبيان دلالاته، كما أنّهم شاهدون على أعمال العباد وداخلون في قوله تعالى: (وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّـهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ)(١) لما تقدّم من أنّها من عباد الله كما في سورة الدَّهر الذين لهم مقام الأشراف على الأبرار، فهم المقرّبون الذين يشهدون كتاب الأبرار في علّيين كما في سورة المطففين.
كما أنها الوسيلة والسبيل إلى الله تعالى لقوله تعالى: (قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَىٰ) وقوله تعالى (قُلْ مَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِلَّا مَن شَاءَ أَن يَتَّخِذَ إِلَىٰ رَبِّهِ سَبِيلًا) فهي الوسيلة والسبيل إلى الله والمسلك إلى رضوانه.
كما أنها المصطفاة لوراثة كتاب الله كما في قوله تعالى: (ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِّنَفْسِهِ وَمِنْهُم مُّقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ) (٢) حيث أنّ المورِّث المصطفى لكتاب الله هو السابق بالخيرات لما تقدّم من أنّ المطهَّر هو الذي يمسّ الكتاب كما في سورة الواقعة.
ومن ثم هي عليهاالسلام من الذين أوتوا العلم الذين في صدورهم الكتاب آيات بيّنات كما في قوله تعالى (بَلْ هُوَ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ فِي صُدُورِ الَّذِينَ
__________________
(١) التوبة/ ١٠٥.
(٢) فاطر/ ٣٢.