منها: ما ورد من نصوص الفريقين ـ التي مرّت في المقام الثاني ـ من أنه لم يكن لها كفو ـ لولا عليّ (١) ـ من آدم فما دونَه؛ إذ مقتضى عنوان الكفوِ، المشاركةُ والمعادلةُ في الجملة، ونظير ما ورد في تفسير قوله تعالى (مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيَانِ بَيْنَهُمَا بَرْزَخٌ لَّا يَبْغِيَانِ)(٢) من أنّ البحرين هما عليّ وفاطمة، والبرزخ هو النبيّ صلىاللهعليهوآله وأنه لا يطغي أحدهما على الآخر.
فقد روي في تفسير البرهان عن الكليني والصدوق وتفسير محمد بن عباس وغيره من كتب الأصحاب المعروفة، إحدى عشر طريقاً لهذه الرواية وكذا من طرق أهل السنّة، ففي رواية يحيى بن سعيد العطار، قال: «سمعت أبا عبدالله عليهالسلام يقول: (مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيَانِ بَيْنَهُمَا بَرْزَخٌ لَّا يَبْغِيَانِ) قال: عليّ وفاطمة عليهما السلام بحران من العلم عميقان لا يبغي أحدهما على صاحبه، (يَخْرُجُ مِنْهُمَا اللُّؤْلُؤُ وَالْمَرْجَانُ) الحسن والحسين عليهما السلام»، وفي رواية أخرى فُسّر البرزخ الذي بينهما برسول الله صلىاللهعليهوآله. (٣)
__________________
(١) لاحظ ما تقدم، ولاحظ بحار الأنوار ٤٣/ ١٠ (أبواب تاريخ سيّدة النساء، الباب ٢: أسمائها وبعض فضائلها) فقد أورد المجلسي رحمه الله عدّة روايات.
(٢) الرحمن/ ١٩ ـ ٢٠.
(٣) البرهان ٤/ ٢٦٥ ـ ٢٦٦ * وبحار الأنوار ٤٣/ ٣٢، الحديث ٣٩ (أبواب تاريخ سيّدة النساء، الباب ٣: باب مناقبها وبعض أحوالها) * وكذا ما رواه الثعلبي في تفسيره يرويه برواية سفيان الثوري وسعيدبن جبير.