وهذه الروايات المتقدّمة تدلّ على نحو مشاركة لها عليهاالسلام في الولاية لما هو مقرّر من تلازمها مع المقام العلمي اللدنّي ونحوه من المقامات الغيبية، وبهذا التقريب يستشهد لولايتها العامّة بروايات اشتقاق النور.
منها: ما رواه المجلسي في بحار الأنوار مسنداً إلى سلمان الفارسي، قال: «دخلتُ على رسول صلىاللهعليهوآله فلما نظر إليّ قال: يا سلمان، إنّ الله عزّوجلّ لم يبعث نبياً ولا رسولاً إلّا جعل الله له اثني عشر نقيباً.
قال: قلت: يا رسول الله، قد عرفتُ هذا من الكتابين.
قال: يا سلمان، فهل علمتَ نقبائي الإثني عشر الذين اختارهم الله للإمامة من بعدي؟
فقلت: الله ورسوله أعلم.
قال: يا سلمان، خلقني الله من صفاء نوره فدعاني فأطعتُه وخلق من نوري علياً فدعاه إلى طاعته فأطاعه، وخلق من نوري ونور عليّ عليهالسلام فاطمة فدعاها فأطاعته، وخلق منّي ومن عليّ ومن فاطمة، الحسن والحسين فدعاهما فأطاعاه.
فسمانا الله عزّوجلّ بخمسة أسماء من أسمائه؛ فالله المحمود وأنا محمد، والله العليّ وهذا عليّ، والله فاطر وهذه فاطمة، والله الإحسان وهذا الحسن، والله المحسن وهذا الحسين»(١).
__________________
(١) بحار الأنوار ٢٥/ ٦، الحديث ٩، ومنها ما رواه في الجزء ٣٠/ ٦٧، وج ٣٥/ ٢٧ و ٢٨، وج ٣٧/ ٨٣، وج ٤٠/ ٤٤، وج ٤٧/ ١٦٧، وج ٤٣/ ١٧، وج ٥٧/ ١٩٢ ـ ٢٠٢.