لغضبها، مما يدلّ على حجّيتها كما تقدّم من دون تقييد لذلك بالعلوم التي صدرت منها، أي ليست حجّيتها بالوساطة العلمية فقط بل يعمّ رضاها في الأمور العامّة وغضبها فيها.
كما تجلى ذلك واضحاً في موقفها عليهاالسلام بُعيد وفاة النبيّ صلىاللهعليهوآله في رسم الخلافة الإسلامية لكلّ الأجيال، ومن ثَمّ دارت أربعين ليلة على المهاجرين والأنصار تحثّهم على مناصرة عليّ وتجديد البيعة له، مما يدلّ على إشرافها ومساهمتها في تدبير أُسّ الأمور العامّة وهي الخلافة.
ونظير ما ورد في وصيّة النبيّ صلىاللهعليهوآله لعليّ عند احتضاره صلىاللهعليهوآله: «يا عليّ، أنفذ لما أمرتْك به فاطمة، فقد أمرتها بأشياء أمر بها جبرئيل عليهالسلام» (١). فإنّ مقتضى مادة الأمر ثبوت نحو ولاية للآمر، وإن كان عليّ عليهالسلام إماماً لفاطمة عليهالسلام.
وفي رواية العباس عن أبي جعفر الأحول، قال: «قال أبو عبدالله عليهالسلام: ما تقول قريش في الخمس؟
قال: قلت: تزعم أنه لها.
قال: ما أنصفونا والله، لو كانت مباهلة لتباهلنّ بنا وإن كانت مبارزة لتبارزنّ
__________________
(١) بحار الأنوار ٢٢/ ٤٨٤ و ٤٨٥، الحديث ٣١ (تاريخ نبيّنا، أبواب ما يتعلّق بارتحاله إلى عالم البقاء، الباب الأول: باب وصيّته عند قرب وفاته).