ثمّ إنّ في التصريح بأنّ ما نزل عليها كلام من كلام الله تعالى القدسي غير القرآني، تبيان لمقام حجيّتها الإلهية، على أن مصحف فاطمة هو أحد دلائل إمامة الإمام عند حيازته له. عن أبي بصير قال: سمعت أبا عبدالله عليهالسلام يقول:
«ما مات أبو جعفر عليهالسلام حتّى قبض مصحف فاطمة عليهاالسلام»(١).
فمصحف فاطمة أحد المنابع العلمية التي يتزوّد منها الإمام إبّان مهمّته الإلهية، فضلاً عن كونه أحدى دلائل إمامته الحقّة.
من هنا تبيّن أنّ حجّية فاطمة عليهاالسلام على أبنائها الحجج المعصومين عليهمالسلام، فهي الواسطة العلمية بين الله تعالى وبين الأئمة عليهمالسلام ومن خلال العلم المحفوظ في مصحفها المتعلّق بما يكون إلى يوم القيامة، فحجّيتها نظير حجّية النبيّ صلىاللهعليهوآله في شأن القرآن المجيد الذي هو مصدر علوم الأئمة عليهمالسلام كما هو المقرّر.
كما تؤكّد أنّ العلم الذي يتلقونه عليهمالسلام عن مصحف فاطمة غير مقتصر على ما نقش من وجود كتبي في ذلك المصحف، بل هذا الوجود
__________________
(١) بصائر الدرجات، الباب (١٤) من الجزء الثالث: باب في الأئمّة عليهمالسلام أنّهم أعطوا الجفر والجامعة ومصحف فاطمة عليهاالسلام، الحديث ٢٣. (ص ١٥٨ من الطبعة القديمة وص ٢١٦ من الطبعة الحديثة).