الكتبي تنزّلي تنزيلي لحقائق ذلك العلم الذي أُلقي عليها كما تقدم، فوساطتها إذن بلحاظ عالم الأنوار لهم عليهمالسلام.
ويشهد لوساطتها لعلومهم وحجّيتها روايات بدء الخلقة وخلقة أنوارهم واشتقاقها على الترتيب من نور النبيّ صلىاللهعليهوآله ونور عليّ، ثم اشتقاق نور الحسنين من نورهم مما يدلّ على كون رتبتها بعد عليّ أمير المؤمنين عليهالسلام، وأنّ بقية أنوار الأئمّة عليهمالسلام أُشتقّت منها فهي واسطة فيض تكوينية لوجودهم وكمالاتهم وهو مقام رفيع وسرّ عظيم.
ففي حديث عن رسول اللّه صلىاللهعليهوآله مسنداً عن سلمان قال:
«دخلتُ على رسول الله صلىاللهعليهوآله فلمّا نظر إليّ قال: يا سلمان، إنّ الله عزّوجلّ لم يبعث نبياً ولا رسولاً إلّا جعل له اثني عشر نقيباً.
قال: قلت: يا رسول الله، قد عرفت هذا من الكتابين. (١)
قال: يا سلمان، فهل علمت نقبائي الإثني عشر الذين اختارهم الله للإمامة من بعدي؟
فقلت: الله ورسوله أعلم.
قال: يا سلمان، خلقني الله من صفاء نوره فدعاني فأطَعْتُه وخلق من نوري علياً فدعاه إلى طاعته فأطاعه، وخلق من نوري ونور علي عليهالسلام فاطمةَ فدعاها
__________________
(١) أي: التوراة والانجيل.