فأطاعَتْهُ، وخلق منّي ومن عليّ ومن فاطمة، الحسنَ والحسينَ، فدعاهما فأطاعاه.
فسمّانا الله عزّوجلّ بخمسة أسماء من أسمائه: فالله المحمود وأنا محمد، والله العلي وهذا عليّ، والله فاطر وهذه فاطمة، والله الإحسان وهذا الحسن، والله المحسن وهذا الحسين.
ثمّ خلق من نور الحسين تسعة أئمة فدعاهم فأطاعوه قبل أن يخلق الله سماء مبنية أو أرضاً مدحية، أو هواءً أو ماءً أو مَلَكاً أو بشراً، وكلنّا بعلمه أنواراً نسبحه ونسمع له ونطيع»(١).
فالخلقة والإصطفاء كما جرى على رسول الله صلىاللهعليهوآله وعليّ عليهالسلام، جرى مثله على فاطمة عليهاالسلام، وهذا لعمري مقام خطير وشأن رفيع.
كما أنّ في اشتقاق نور عليّ من نور محمد، ونور فاطمة من نور عليّ، ونور الحسن والحسين من نور فاطمة، وأنوار التسعة من ذريّة الحسين من نور الحسين، دلالةً على ترتيب النورانية وكون المتقدّم واسطةَ فيض للمتأخّر، لذا فإنّ فاطمة عليهاالسلام تُعدّ واسطة فيض نورانية للأئمّة عليهمالسلام لتقدّمها عليهم بالنورانية، وهذا معني كونها واسطة إفاضة على أولادها
__________________
(١) بحار الأنوار ٢٥/٦، الحديث ٩ (كتاب الإمامة، أبواب خلقهم وطينتهم وأرواحهم، الباب الأول: بدو أرواحهم وأنوارهم ...).