المعصومين عليهمالسلام فهي بالتالي حجّة عليهم.
ومما يؤكّد أنّهم من نور واحد ما روي عن الرضا صلوات الله عليه:
«... إنّ الله تبارك وتعالى أوحى إلى عمران: أني واهب لك ذكراً، فوهب له مريم، ووهب لمريم عيسى، فعيسى من مريم ومريم من عيسى، ومريم وعيسى شيء واحد، وأنا من أبي، وأبي منّي، وأنا وأبي شيء واحد»(١).
فإذا كان عيسى من مريم ومريمُ من عيسى شيء واحد، فكيف بمن كانوا أنواراً يسبّحون الله قبل الخلق بألفي ألف عام؟
عنهم عليهمالسلام:
«إنّ الله خلقنا قبل الخلق بألفي ألف عام، فَسبَّحْنا فسَبَّحَتِ الملائكةُ لتسبيحنا»(٢).
فهم عليهمالسلام من فاطمة، وفاطمة منهم.
وهذا دليل قولنا: أنّها عليهاالسلام واسطة فيض تكوينية لوجودهم وكمالاتهم صلوات الله وسلامه عليهم وعلى أمّهم سيدة نساء العالمين.
فيتلخّص بذلك وجهان لمقام حجّيتها على الأئمّة عليهمالسلام:
الأول: كون مصحفها مصدراً من مصادر علوم الأئمة عليهمالسلام
__________________
(١) بحار الأنوار ٢٥/٦، الحديث ١ (كتاب الإمامة، أبواب خلقهم وطينتهم وأرواحهم، الباب الأول: بدو أرواحهم وأنوارهم ...).
(٢) نفس المصدر، الحديث ٢.