الْكَافِرِينَ)(١)
وقوله تعالى: (قَالَ يَا إِبْلِيسُ مَا مَنَعَكَ أَن تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ أَسْتَكْبَرْتَ أَمْ كُنتَ مِنَ الْعَالِينَ)(٢).
فظاهر هاتين الآيتين والتي استعرضَتْ كذلك في سور أخرى، من أنّ هذه الأسماء كانت موجودة حيّة شاعرة عاقلة، لأنّ الضمير واسم الإشارة المستخدم في الآيات المزبورة عائدة إلى العاقل الحيّ الشاعر، ومقتضى حصول آدم على شرف الخلافة الإلهية واسجاد الملائكة كلّهم أجمعون خاضعين طائعين له كان بسبب تشريفه بالعلم بتلك الموجودات الحيّة الشاعرة، مما يفضي بشرافة مقام تلك الموجودات الحيّة الشاعرة العاقلة على مقام آدم فضلاً عن جميع الملائكة.
ومما يقضي أنّ خلفاء اللّه من الأنبياء وجميع المرسلين أوصيائهم الذين يندرجون تعاقباً في قوله تعالى: (وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً)(٣) إنّما يشرّفون ويؤهّلون بمقام الخلافة الإلهية في الأرض، إنّما هو بتوسط تشريفهم بالعلم بتلك الوجودات الحيّة الشاعرة العاقلة، والتي
__________________
(١) البقرة/ ٣١ ـ ٣٤.
(٢) ص/ ٧٥.
(٣) البقرة/ ٣٠.