بِيَحْيَىٰ مُصَدِّقًا بِكَلِمَةٍ مِّنَ اللَّـهِ)(١). على أنا لا نغفل عما تقدّم من دعاء زكريا من كون دعائه في طلب الولد كان معلّلاً بخوفه الموالي من بعده أن لا يحسنوا خلافته، إذ كان زكريا مشفقاً على دعوته أن لا يخلفها أحد من بعده، فهو سيخلف من ورائه موالي سوء، لا يحسنون خلافته في دعوته فضلاً عن وراثته مما ترك، مما يعني أنّ يحيى سيواجه خطر التنافس على وراثة أبيه فضلاً عن عدم التصديق به من قبل قومه ومواليه، وكون هؤلاء يتحينون موت زكريا ليتوثّبون على خلافته، وسيكون لمريم وابنها أثر مهمّ في تأييد دعوة يحيى وتصديقه، إتماماً لرسالة زكريا ودعوته وحفظهما من الضياع الذي سيؤل اليه تنافس قومه. فمريم عليهاالسلام سيكون موقفهما موقف المدافع والمصدّق لرسالة زكريا في حفظ يحيى من تكذيب قومه ووثوبهم على خلافته، لكونهما يشتركان في نفس المهمّة.
وسيأتي التماثل بين فاطمة وبين مريم في مقام الحجيّة، فإنّ فاطمة عليهاالسلام أيضاً أثبتت بحجّيتها خلافة رسول الله صلىاللهعليهوآله المتمثّلة في عليّ بن أبي طالب عليهالسلام إبّان صراعها ومدافعتها المتوثّبون للخلافة حيث تحفزوا أن يخرجوا وراثة الرسول صلىاللهعليهوآله من آله عليهمالسلام، تماماً كما تماثلت ظروف وراثة زكريا وما آلت إليه الخلافة الإلهية ليحيى حيث
__________________
(١) آل عمران / ٣٩.