العياذ بالله ـ أنّ مريم لم تؤمن بما أوحي إليها ولم تمتثل ما أمرت به مباشرة لكان في ذلك إخفاق للمعجزة الإلهيّة على نبوّة عيسى وبعثته بديانة ناسخة لشريعة موسى عليهالسلام، أي ولادته من غير أب.
فمن ثم كانت عصمةُ مريم وأنّها من الصفوة المنتجبة للحجّية على العباد آيةٌ إلهيةٌ مع إبنها على حقانية بعثة ونبوّة وشريعة النبيّ عيسى عليهالسلام في زمانه. فمن ثَم جُعلت من أصول الديانة والشريعة العيسوية كما قال تعالى (وَجَعَلْنَا ابْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ آيَةً) بل هذه الآية الإلهيّة واجبة الإعتقاد في الشريعة الإسلامية؛ لوجوب الإعتقاد بكلّ آيات الله وكلماته وكتبه ورسله.
وسيأتي نظير هذا المقام للزهراء عليهاالسلام حيث احتجّ الله تعالى بها على حقانية نبوّة سيّد المرسلين وبعثته وشريعته كما في آية المباهلة، وأعطاها الله تعالى مقام ودور صاحب الدعوة للدين من قبله تعالى، وأنّ الخمسة أصحابَ الكساء صادقون فيما يبلّغونه عن الله تعالى من شريعة الإسلام ونبوّة سيّد الرسل.
كما أنّ حجّية مريم عليهاالسلام أصل من أصول الديانة المسيحية، إذ كونها هي وابنها آيةً، أي حجّةً، يجب على معتنقي المسيحية التسليم لها وقبولها والإعتقاد بها فهي المتمم لحجّية عيسى ورسالته.
فنرى أنّ القرآن الكريم في السور العديدة لا يدحض اعتقاد المسيحيين