عاتقها، إلّا أنّ ذلك لم يفتَّ في عضدها، ولم يحبط همّتها، ولم يزعزع تسليمها وانصياعها وطاعتها لله تعالى ولأمره شعرة، بل ذهبت مع ما فيها من آلام التوجسات والخواطر، تحمل ولدها المعجزة لتثبت بكلّ تسليم واقتدار تحمّل المسؤولية المباركة.
ويكشف في الوقت نفسه ما وصلت إليه من الإكتمال في التسليم والإنصياع وتحمل المسؤولية من حين تحديثها الملائكة وقبولها لذلك، ولم يصدر منها أدنى تردد أو اعتذار لقبول المهمة، مما يعني بكل تأكيد كونها طرفاً مهماً في بلوغ الرسالة العيسوية هذا المبلغ من الإقتدار على تحدي طغام بني اسرائيل ولئامهم وزحفها مخترقة كلّ حواجز اليهودية المتربصة لرسالات السماء.
فتلخّص:
أولاً: إنّ الذي بدأ بإبلاغ بعثة النبيّ عيسى هي مريم عليهاالسلام وهو نمط فريد في بعثة الرسالات الإلهية أن يكون الحامل الأول للبعثة هي إمرأة.
ثانياً: إنّه يدلّل على كمال ايمان مريم بما أوحى لها من الأوامر الإلهيّة من دون توسط نبيّ فيما بينها وبين الله تعالى.
ثالثاً: إنّه يدلّ على حجّية الوحي للمرأة المصطفاة المطهَّرة، ولو قدّر ـ