النبيّ صلىاللهعليهوآله مباهلتهم علموا صدق النبيّ صلىاللهعليهوآله بالخروج بالمباهلة بنفسه وأهل بيته، مما دعى النصارى إلى التسليم لصدق دعوته وإذعانهم إليه، قال تعالى: (فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِن بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ وَأَنفُسَنَا وَأَنفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَل لَّعْنَتَ اللَّـهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ)(١).
أخرج السيوطي في الدرّ المنثور عن جابر قال: «قدم على النبي صلىاللهعليهوآله العاقب والسيّد فدعاهما إلى الإسلام، فقالا: أسلمنا يا محمد. قال: كذبتما، إن شئتما أخبرتكما بما يمنعكما من الإسلام. قالا: فهات.
قال: حُبُّ الصليب، وشرب الخمر، وأكل لحم الخنزير.
قال جابر: فدعاهما إلى الملاعنة، فواعداه إلى الغد، فغدا رسول الله صلىاللهعليهوآله وأخذ بيد عليّ وفاطمة والحسن والحسين ثم أرسل إليهما فأبيا أن يجيباه وأقرّا له. فقال: والذي بعثني بالحق لو فعلا لأمطر الوادي عليهما ناراً.
قال جابر: فيهم نزلت (تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ ...) الآية قال جابر: (وَأَنفُسَنَا وَأَنفُسَكُمْ) رسول الله صلىاللهعليهوآله وعليّ، و(أَبْنَاءَنَا) الحسن والحسين، (وَنِسَاءَنَا) فاطمة»(٢).
وروى ذلك السيوطي بعدّة طرق، وأخرج الحاكم النيسابوري في شواهد
__________________
(١) آل عمران/ ٦١.
(٢) الدرّ المنثور ٢/٢١٩. (ذيل آية ٦١ من سورة آل عمران).