التنزيل القصة في تسع طرق. (١) وروى ذلك ابن كثير في تفسيره عن جابر. (٢)
فمباهلة النبيّ صلىاللهعليهوآله بعليّ وفاطمة والحسن والحسين يعني احتجاجه على النصارى بهؤلاء الذين هم الحجّة على صدق دعوة النبيّ وبعثته. كما أنّ المباهلة تعني بحسب ماهيّتها أنّ النبيّ صلىاللهعليهوآله جعل هؤلاء المتباهل بهم شركاء في دعوته، مما يعني أنّ مسؤولية الدعوة تقع على عاتقهم كذلك بحجّيتهم ومقامهم، مشيرة إلى وجود تعاضد وتقاسم بينهم وبين النبيّ صلىاللهعليهوآله.
كما يفيد ذلك حديث المنزلة الذي رواه الفريقان، عن سعد بن أبي وقاص: أنّ النبيّ صلىاللهعليهوآله قال لعليّ: «أنت منّي بمنزلة هارون من موسي إلّا أنّه لا نبيّ بعدي»(٣) فمنزلته عليهالسلام بمنزلة هارون، وصفٌ لحجّيته ومشاركته في دعوته كما شارك هارون موسي في دعوته. فهذه المقاسمة والمشاركة في المنزلة دليل حجّيته عليهالسلام كما أنّ مشاركة عليّ
__________________
(١) شواهد التنزيل ١/ ١٨٣ ـ ١٩٨.
(٢) تفسير ابن كثير ١/ ٤٨٤.
(٣) ذخائر العقبى ١/ ٢٨٧ (في ذكر أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب، باب ذكر أنّه من رسول الله بمنزلة هارون من موسى) و ٣٨٧ (الفصل السابق، باب ذكر أنّ جمعاً من الصحابة لما سُئلوا أحالوا في السؤال عليه). وأخرجه البخاري (في فضائل الصحابة، باب مناقب عليّ بن أبي طالب وفي المغازي، باب غزوة تبوك) ومسلم (باب الفضائل).