السلام للنبيّ صلىاللهعليهوآله وتصديقهم به هو بنفسه دليل على صدق النبيّ صلىاللهعليهوآله ورسالته، نظير قوله تعالى: (كَفَىٰ بِاللَّـهِ شَهِيدًا بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَمَنْ عِندَهُ عِلْمُ الْكِتَابِ)(١) حيث جعل شهادة «مَنْ عنده علم الكتاب» دليلاً على صدق النبيّ صلىاللهعليهوآله، من سنخ شهادة معجزة القرآن التي هي شهادة الله لنبيّه والآية من سورة الرعد المكّية نزولاً النازلة في عليّ، حيث لم يسلم من أهل الكتاب في مكّة أحد، بل لا يخفى على اللبيب الفطن أنّ «مَن عنده علم الكتاب» شامل للمطهَّرين في شريعة الإسلام وهم أصحاب آية التطهير، لأنّهم هم الذين يمسّون الكتاب المكنون كما أشارت إليه سورة الواقعة وتقدّم مفصلاً.
فمنه يعلم أنّ قوله تعالى (كَفَىٰ بِاللَّـهِ شَهِيدًا) مفادها هو مفاد آية المباهلة في كونها حجّة على بعثة الرسول صلىاللهعليهوآله، وهذا المعنى هو الذي يشير إليه ما رواه الواقدي أنّ علياً عليهالسلام كان من معجزات النبيّ صلىاللهعليهوآله كالعصا لموسى وإحياء الموتى لعيسى. (٢)
ففي مقام الإحتجاج على أهل الأديان لم يأمر الله تعالى نبيّه بدعوة زوجاته أمهات المؤمنين ولا أحدٍ من الصحابة ولا سائر بني هاشم، ولا
__________________
(١) الرعد/ ٤٣.
(٢) الفهرست لابن النديم، الفن الأول من المقالة الثالثة/ ١١١.