كذبوا (بِآياتِ اللهِ) أي القرآن ومحمد (١) عليهالسلام (وَكانُوا بِها) أي بآيات الله (يَسْتَهْزِؤُنَ) [١٠] وينكرون البعث.
(اللهُ يَبْدَؤُا الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (١١))
(اللهُ يَبْدَؤُا الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ) أي يحييهم بعد موتهم (ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ) [١١] أي إلى ثوابه وعقابه.
(وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ يُبْلِسُ الْمُجْرِمُونَ (١٢))
(وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ يُبْلِسُ الْمُجْرِمُونَ) [١٢] أي ييأس ويسكت متحيرين المشركون من كل خير لا كلام ولا حجة لهم ثمه.
(وَلَمْ يَكُنْ لَهُمْ مِنْ شُرَكائِهِمْ شُفَعاءُ وَكانُوا بِشُرَكائِهِمْ كافِرِينَ (١٣))
(وَلَمْ يَكُنْ لَهُمْ) أي لا يكون لهم يوم القيامة (مِنْ شُرَكائِهِمْ) الذين عبدوها (٢) دون الله (شُفَعاءُ) من الملائكة أو من الأصنام (وَكانُوا) أي المشركون (بِشُرَكائِهِمْ كافِرِينَ) [١٣] أي جاهدين ، يعني كل واحد منهم يتبرأ من الآخر.
(وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ يَوْمَئِذٍ يَتَفَرَّقُونَ (١٤))
(وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ يَوْمَئِذٍ) أي بعد الحساب (يَتَفَرَّقُونَ) [١٤] أي المسلمون والكافرون فرقة لا اجتماع بعدها ، يعني يصيرون فريقين ، فريق للنار وفريق للجنة.
(فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ فَهُمْ فِي رَوْضَةٍ يُحْبَرُونَ (١٥))
قوله (فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا) بيان لحال الفريقين ثمه ، أي الذين آمنوا (وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ فَهُمْ فِي رَوْضَةٍ) أي بستان مخضرة في غاية النضارة مع جري مائه (يُحْبَرُونَ) [١٥] أي ينعمون ويكرمون ، وأصل الحبور السرور ، وقيل : «هو السماع في الجنة» (٣) ، روي : «أن أهل الجنة إذا أخذوا في السماء لم تبق في الجنة شجرة إلا وردت وليس أحد أحسن صوتا من إسرافيل ، فاذا أخذوا في السماع قطع أهل سبع سموات تسبيحهم وصلوتهم» (٤).
(وَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآياتِنا وَلِقاءِ الْآخِرَةِ فَأُولئِكَ فِي الْعَذابِ مُحْضَرُونَ (١٦))
(وَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُوا) بمحمد عليهالسلام (وَكَذَّبُوا بِآياتِنا وَلِقاءِ الْآخِرَةِ) أي القرآن والبعث (فَأُولئِكَ فِي الْعَذابِ) أي في عذاب (٥) جهنم (مُحْضَرُونَ) [١٦] أي لا يغيبون عنه فيعذبون دائما.
(فَسُبْحانَ اللهِ حِينَ تُمْسُونَ وَحِينَ تُصْبِحُونَ (١٧))
قوله (فَسُبْحانَ اللهِ) ترغيب للعقلاء المميزين كلهم على التنزيه في مواقيتها ، وأراد من التسبيح الصلوة (حِينَ تُمْسُونَ) أي حين (٦) تدخلون في المساء وهي صلوة (٧) المغرب والعشاء (وَحِينَ تُصْبِحُونَ) [١٧] وهو صلوة الصبح.
(وَلَهُ الْحَمْدُ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَعَشِيًّا وَحِينَ تُظْهِرُونَ (١٨))
(وَلَهُ الْحَمْدُ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ) اعتراض بينه وبين (وَعَشِيًّا) وهي صلوة العصر لتأكيد وجوب الطاعة على أهلهما (٨) باختصاص الحمد والثناء له تعالى فيهما (وَحِينَ تُظْهِرُونَ) [١٨] أي تدخلون في الظهيرة وهي صلوة الظهر ، يعني صلوا في هذه الأوقات الخمسة ، فانها توصل إلى الوعد وتنجي من الوعيد ، واختلفوا في
__________________
(١) ومحمد ، وي : وبمحمد ، ح.
(٢) عبدوها ، ح ي : عبدوهم ، و.
(٣) عن يحيى بن أبي كثير ، انظر البغوي ، ٤ / ٣٩٢.
(٤) عن الأوزاعي ، انظر البغوي ، ٤ / ٣٩٢.
(٥) أي في عذاب ، و : أي عذاب ، ح ي.
(٦) حين ، و : ـ وي.
(٧) صلوة ، و : ـ وي.
(٨) أهلهما ، وي : أهلها ، ح.