قال : لعله يا عائشة كما قال قوم عاد : (فَلَمَّا رَأَوْهُ عارِضاً مُسْتَقْبِلَ أَوْدِيَتِهِمْ قالُوا هذا عارِضٌ مُمْطِرُنا.)
[٤٦ / الأحقاف : ٢٤](١).
رواه الترمذي والنسائي وابن ماجه ، من حديث ابن جريج.
طريق أخرى : قال الإمام أحمد : حدثنا هرون بن معروف ، أنبأنا عبد الله بن وهب ، أنبأنا عمرو وهو ابن الحارث ـ أن أبا النضر حدثه عن سليمان بن يسار ، عن عائشة أنها قالت : ما رأيت رسول الله صلىاللهعليهوسلم مستجمعا ضاحكا قط حتى أرى منه لهواته. إنما كان يتبسم وقالت : كان إذا رأى غيما أو ريحا عرف ذلك في وجهه ، قلت يا رسول الله : إن الناس إذا رأوا الغيم فرحوا رجاء أن يكون فيه المطر ، وأراك إذا رأيته عرف في وجهك الكراهية؟ فقال : «يا عائشة ما يؤمني أن يكون فيه عذاب! قد عذب قوم نوح بالريح وقد رأى قوم العذاب فقالوا : هذا عارض ممطرنا» (٢) فهذا الحديث كالصريح في تغاير القصتين كما أشرنا إليه أولا. فعلى هذا تكون القصة المذكورة في سورة الأحقاف خبرا عن قوم عاد الثانية وتكون بقية السياقات في القرآن خبرا عن عاد الأولى. والله أعلم بالصواب.
وهكذا رواه مسلم عن هارون بن معروف ، وأخرجه البخاري وأبو داود من حديث ابن وهب.
وقدمنا حج هود عليهالسلام عند ذكر حج نوح عليهالسلام. وروى عن أمير المؤمنين علي ابن أبي طالب أنه ذكر صفة قبر هود عليهالسلام في بلاد اليمن. وذكر آخرون أنه بدمشق ، وبجامعها مكان في حائطه القبلى يزعم بعض الناس أنه قبر هود عليهالسلام والله أعلم.
__________________
(١) الحديث رواه مسلم (٩ / ٣ / ١٥) وما بين القوسين هو الصواب وكانت في المخطوطة والمطبوعة «غيبت» وهو تحريف وقد أثبته من مسلم المصدر السابق ذكره.
اللغة :
تخيلت : قال أبو عبيد وغيره : تخيلت من المخيلة بفتح الميم. وهي سحابة فيها رعد وبرق يخيل إليه أنها ماطرة.
سرى عنه : أي انكشف عنه الهم. قال ابن الأثير : وقد تكرر ذكر هذه اللقطة في الحديث وخاصة في ذكر نزول الوحي عليه. وكلها بمعنى الكشف والإزالة : يقال : سروت الثوب ، وسريته إذ خلفته. والتشديد فيه للمبالغة. أه.
(٢) الحديث رواه مسلم (٩ / ٣ / ١٦). ورواه السيوطي في الفتح الكبير (٣ / ٣٩٥).
اللغة :
لهواته : اللهوات جمع لهاة : وهي اللحمة الحمراء المعلقة في أعلى الحنك قاله الأصمعي. أ. ه.