يكون من العذاب بالأشياء المختلفة المتضادة ، مع الصيحة التي ذكرها في سورة قد أفلح المؤمنون.
والله أعلم.
وقد قال ابن أبي حاتم : حدثنا أبي ، حدثنا محمد بن يحي بن الضريس. حدثنا ابن فضيل (١) عن مسلم ، عن مجاهد ، عن ابن عمر قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «ما فتح الله على عاد من الريح التي أهلكوا بها إلا مثل موضع الخاتم ، فمرت بأهل البادية فحملتهم ومواشيهم وأموالهم بين السماء والأرض ، فلما رأى ذلك أهل الحاضرة من عاد ، الريح وما فيها : (قالُوا هذا عارِضٌ مُمْطِرُنا) فألقت أهل البادية ومواشيهم على أهل الحاضرة.
وقد رواه الطبراني عن عبدان بن أحمد ، عن إسماعيل بن زكريا الكوفي (٢) ، عن أبي مالك ، عن مسلم الملائي ، عن مجاهد وسعيد بن جبير ، عن ابن عباس قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : ما فتح الله على عاد من الريح إلا مثل موضع الخاتم ، ثم أرسلت عليهم البدو إلى الحضر ، فلما رآها أهل الحضر قالوا هذا عارض ممطرنا مستقبل أوديتنا. وكان أهل البوادي فيها ، فألقى أهل البادية على أهل الحاضرة حتى هلكوا».
قال : عثت على خزّانها (٣) حتى خرجت من خلال الأبواب قلت : وقال غيره : خرجت بغير حساب.
والمقصود أن هذا الحديث في رفعه نظر ثم اختلف فيه على مسلم الملائي ، وفيه نوع اضطراب والله أعلم.
وظاهر الآية أنهم رأوا عارضا والمفهوم منه لغة (٤) السحاب ، كما دل عليه حديث الحارث بن حسان البكري ، إن جعلناه مفسرا لهذه القصة.
وأصرح منه في ذلك ما رواه مسلم في صحيحه حيث قال : حدثنا أبو بكر الطاهر ، حدثنا ابن وهب قال : سمعت ابن جريج ، حدثنا عن عطاء بن أبي رباح ، عن عائشة رضي الله عنها قالت : كان رسول الله صلىاللهعليهوسلم إذا عصفت الريح قال : «اللهم إني أسألك خيرها وخير ما فيها وخير ما أرسلت به ، وأعوذ بك من شرها وشر ما فيها وشر ما أرسلت به» قالت : «وإذا تخيّلت السماء تغير لونه ، وخرج ودخل ، وأقبل وأدبر. فإذا أمطرت سرى عنه ، فعرفت ذلك عائشة فسألته
__________________
(١) ابن فضيل هو : محمد بن فضيل بن غزوان ، ثقة مشهور ، لكنه شيعي. قال ابن سعد : بعضهم لا يحتج به.
المغني في الضعفاء (٢ / ٦٢٤ / ٥٩٠٧). تقريب التهذيب (٢ / ٢٠٠ / ٦٢٨).
(٢) إسماعيل بن زكريا الخلقاني الكوفي ، صدوق شيعي. قال الميموني : قلت لأحمد بن حنبل : «كيف هو» قال : «أما الأحاديث المشهورة التي يرويها فهو فيها مقارب الحديث ، ولكنه ليس ينشرح الصدر له» قال الميموني : «وسمعت ابن معين يضعفه» وقال عبد الله بن أحمد بن حنبل عن أبيه «حديثه مقارب».
المغني في الصفاء (١ / ٨٠ / ٦٥٦). تقريب التهذيب (١ / ٦٩ / ٥١١).
(٣) م : عن خزائنها.
م : لمعة.