رواه ابن جرير وهو غريب.
والمشهور أنها ابنة عمه هاران الذي تنسب إليه حران.
ومن زعم أنها ابنة أخيه هاران أخت لوط ، كما حكاه السهيلي عن القتيبي والنقاش ، فقد أبعد النجعة وقال بلا علم.
ومن ادعى أن تزويج بنت الأخ كان إذ ذاك مشروعا فليس له على ذلك دليل ، ولو فرض أن هذا كان مشروعا في وقت ـ كما هو منقول عن الربانيين من اليهود ـ فإن الأنبياء لا تتعاطاه. والله أعلم
ثم المشهور أن إبراهيم عليهالسلام لما هاجر من بابل خرج بسارة مهاجرا من بلاده كما تقدم. والله أعلم.
وذكر أهل الكتاب أنه لما قدم الشام أوحى الله إليه : «إني جاعل هذه الأرض لخلفك من بعدك فابتنى إبراهيم مذبحا لله شكرا على هذه النعمة ، وضرب قبته شرقي بيت المقدس ثم انطلق مرتحلا ، إلى اليمن ، وأنه كان جوع ، أي قحط وشدة وغلاء ، فارتحلوا إلى مصر.
وذكروا قصة سارة مع ملكها ، وأن إبراهيم قال لها ؛ قولي أنا أخته. وذكروا إخدام الملك إياها هاجر. ثم أخرجهم منها فرجعوا إلى بلاد التيمن ، يعني أرض بيت المقدس وما والاها ، ومع دواب وعبيد وأموال.
وقال البخاري : حدثنا محمد بن محبوب ، حدثنا حماد بن زيد ، عن أيوب ، عن محمد ، عن أبي هريرة قال : لم يكذب إبراهيم إلا ثلاث كذبات ، اثنتان منهن في ذات الله ، قوله : (إِنِّي سَقِيمٌ) ، وقوله : (بَلْ فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ هذا) ، وقال : بينا هو إذ أتى على جبار من الجبابرة ، فقيل له ، إن ها هنا رجلا معه امرأة من أحسن الناس ، فأرسل إليه وسأله عنها ، فقال : من هذه؟ قال : أختي فأتى سارة فقال : يا سارة ليس على وجه الأرض مؤمن غيري وغيرك ، وإن هذا سألني فأخبرته أنك أختي فلا تكذبيني.
فأرسل إليها ، فلما دخلت عليه ذهب يتناولها بيده فأخذ ، فقال : ادعى الله لي ولا أضرك ، فدعت الله فأطلق ثم تناولها الثانية مثلها أو أشد ، فقال ادعي الله لي ولا أضرك ، فدعت فأطلق.
فدعا بعض حجبته فقال : إنكم لم تأتوني بإنسان ، وإنما أتيتموني بشيطان فأخدمها هاجر.
فأتته وهو قائم يصلي فأومأ بيده. مهيم؟ فقالت : رد الله يد الكافر أو الفاجر في نحره ، وأخدم هاجر.
قال أبو هريرة : فتلك أمكم يا بني ماء السماء» (١).
__________________
(١) الحديث رواه البخاري في صحيحه (٦٠ / ٨ / ٣٣٥٧ / فتح). ورواه مسلم في صحيحه (٤٣ / ١٥٤) ورواه أبو داود في سننه (١٣ / ١٥) ورواه الترمذي في سننه (٤٤ / ١٧ / ٩) ورواه أحمد في مسنده (١ / ٢٨١ ، ٢٩٥) ، (٢ / ٤٠٣) ،.
ورواه أبو داود الطيالسي في مسنده (٢٧١١).