أني كنت أمر على الرجلين يتنازعان ، فيذكران الله فارجع الى بيتي فأكفر عنهما ، كراهية أن يذكر الله إلا في حق.
قال : وكان يخرج في حاجته ، فإذا قضاها أمسكت امرأته بيده حتى يرجع ، فلما كان ذات يوم أبطأت عليه ، فأوحى الله إلى أيوب في مكانه : «أن أركض برجلك هذا مغتسل بارد وشراب».
فاستبطأته فتلقته تنظر ، وأقبل عليها قد أذهب الله ما به من البلاء ، وعلى أحسن ما كان ، فلما رأته قالت : أي بارك الله فيك! هل رأيت نبي الله هذا المبتلي؟ فو الله القدير على ذلك ما رأيت رجلا أشبه به منك إذا كان صحيحا. قال : فإني أنا هو ، وكان له أندران أندر للقمح وأندر للشعير ، فبعث الله سحابتين ، فلما كانت إحداهما على أندر القمح أفرغت فيه الذهب حتى فاض وأفرغت الأخرى في أندر الشعير الورق حتى فاض».
هذا لفظ ابن جرير ، وهكذا رواه بتمامه ابن حبان في صحيحه عن محمد بن الحسن بن قتيبة ، عن حرملة ، عن ابن وهب به. وهذا غريب رفعه جدا ، والأشبه أن يكون موقوفا.
وقال ابن أبي حاتم : حدثنا أبي ، حدثنا موسى بن إسماعيل ، حدثنا حماد ، أنبأنا علي بن زيد ، عن يوسف بن مهران ، عن ابن عباس قال : وألبسه الله حلة من الجنة فتنحى أيوب وجلس في ناحية ، جاءت امرأته فلم تعرفه فقالت : يا عبد الله ، أين ذهب هذا المبتلي الذي كان هاهنا؟
لعل الكلاب ذهبت به أو الذئاب ، وجعلت تكلمه ساعة ، فقال : ويحك أنا أيوب! قالت : أتسخر مني يا عبد الله؟ فقال : ويحك أنا أيوب قد رد الله عليّ جسدي.
قال ابن عباس : ورد الله عليه ماله وولده بأعيانهم ، ومثلهم معهم.
قال وهب بن منبه : أوحى الله إليه : «قد رددت عليك أهلك ومالك ومثلهم معهم ، فاغتسل بهذا الماء فإن فيه شفاءك ، وقرب عن صحابتك قربانا ، واستغفر لهم فإنهم قد عصوني فيك».
رواه ابن أبي حاتم.
وقال ابن أبي حاتم : حدثنا أبو زرعة ، حدثنا عمر بن مرزوق ، حدثنا همام ، عن قتادة ، عن النضر بن أنس ، عن بشير بن نهيك ، عن أبي هريرة عن النبي صلىاللهعليهوسلم قال : «لما عافى الله أيوب عليهالسلام أمطر عليه جرادا من ذهب ، فجعل يأخذ منه بيده ويجعل في ثوبه ، قال : فقيل له يا أيوب أما تشبع؟ قال : يا رب ومن يشبع من رحمتك»؟.
وهكذا رواه الإمام أحمد عن أبي داود الطيالسي ، وعبد الصمد عن همام ، عن قتادة به.
ورواه ابن حبان في صحيحه عن عبد الله بن محمد الأزدي ، عن إسحاق بن راهويه ، عن عبد الصمد به : ولم يخرجه أحد من أصحاب الكتب ، وهو على شرط الصحيح فالله أعلم.