قصة ذي الكفل
الذي زعم قوم أنه ابن أيوب
قال الله تعالى بعد قصة أيوب : (وَإِسْماعِيلَ وَإِدْرِيسَ وَذَا الْكِفْلِ كُلٌّ مِنَ الصَّابِرِينَ* وَأَدْخَلْناهُمْ فِي رَحْمَتِنا إِنَّهُمْ مِنَ الصَّالِحِينَ.)
[٢١ / الأنبياء : ٨٥ ـ ٨٦]
وقال تعالى بعد قصة أيوب أيضا : (وَاذْكُرْ عِبادَنا إِبْراهِيمَ وَإِسْحاقَ وَيَعْقُوبَ أُولِي الْأَيْدِي وَالْأَبْصارِ* إِنَّا أَخْلَصْناهُمْ بِخالِصَةٍ ذِكْرَى الدَّارِ* وَإِنَّهُمْ عِنْدَنا لَمِنَ الْمُصْطَفَيْنَ الْأَخْيارِ* وَاذْكُرْ إِسْماعِيلَ وَالْيَسَعَ وَذَا الْكِفْلِ وَكُلٌّ مِنَ الْأَخْيارِ)
[٣٨ / ص : ٤٥ ـ ٤٨]
فالظاهر من ذكره في القرآن العظيم بالثناء عليه مقرونا مع هؤلاء السادة الأنبياء أنه نبي ، عليه من ربه الصلاة والسلام وهذا هو المشهور.
وقد زعم آخرون أنه لم يكن نبيا ، وإنما كان رجلا صالحا وحكما مقسطا عادلا وتوقف ابن جرير في ذلك. فالله أعلم.
وروى ابن جرير وأبو نجيح عن مجاهد : أنه لم يكن نبيا وإنما كان رجلا صالحا.
وكان قد تكفل لبني قومه أن يكفيهم أمرهم ، ويقضي بينهم بالعدل فسمي ذا الكفل.
وروى ابن جرير وابن أبي حاتم من طريق داود بن أبي هند ، عن مجاهد أنه قال : لما كبر اليسع قال : لو أني استخلفت رجلا على الناس يعمل عليهم في حياتي ، حتى أنظر كيف يعمل؟
فجمع الناس فقال : من يتقبل مني بثلاث أستخلفه : يصوم النهار ، ويقوم الليل ، ولا يغضب.
قال : فقام رجل تزدريه العين ، فقال أنا. فقال : أنت تصوم النهار وتقوم الليل ولا تغضب؟ قال نعم. قال : فرده ذلك اليوم ، وقال مثلها في اليوم الآخر ، فسكت الناس ، وقام ذلك الرجل فقال أنا ، فاستخلفه.
قال : فجعل إبليس يقول للشيطان : عليكم بفلان ، فأعياهم ذلك. فقال دعوني وإياه ، فأتاه في صورة شيخ كبير فقير ، وأتاه حين أخذ مضجعه للقائلة ، وكان لا ينام الليل والنهار إلا تلك النومة ، فدق الباب فقال : من هذا؟ قال : شيخ كبير مظلوم قال : فقام ففتح الباب فجعل