وامرأة فرعون.
رواه ابن أبي حاتم.
وقال الدارقطني لا يعرف من اسمه شمعان بالشين المعجمة إلا مؤمن آل فرعون.
حكاه السهيلي.
وفي تاريخ الطبراني : أن اسمه «خير» فالله أعلم.
والمقصود أن هذا الرجل كان يكتم إيمانه ، فلما هم فرعون ـ لعنه الله بقتل موسى عليهالسلام ـ وعزم على ذلك وشاور ملأه فيه خاف هذا المؤمن على موسى ، فتلطف في رد فرعون بكلام جمع فيه الترغيب والترهيب ، فقال على وجه المشورة والرأي.
وقد ثبت في الحديث عن رسول الله صلىاللهعليهوسلم أنه قال : «أفضل الجهاد كلمة عدل عند سلطان جائر» (١) وهذا من أعلى مراتب هذا المقام ، فإن فرعون لا أشد جورا منه ، وهذا الكلام لا أعدل منه! لأنه فيه عصمة نبي ويحتمل أنه كاشفهم (٢) بإظهار إيمانه وصرح لهم بما كان يكتمه. والأول أظهر ، والله أعلم.
«قال : أتقتلون رجلا أن يقول ربي الله» أي من أجل أنه قال ربي الله فمثل هذا لا يقابل بهذا ، بل بالإكرام والاحترام والموادعة وترك الانتقام.
يعني لأنه «قد جاءكم بالبينات من ربكم» أي الخوارق التي دلت على صدقه فيما جاء به عمن أرسله ، فهذا إن وادعتموه كنتم في سلامة ؛ لأنه «إن يك كاذبا فعليه كذبه» ولا يضركم ذلك «وإن يك صادقا» وقد تعرضتم له «يصبكم بعض الذي يعدكم». أي وأنتم تشفقون أن ينالكم أيسر جزاء مما يتوعدكم به ، فيفي بكم إن حل جميعه عليكم؟ وهذا الكلام في هذا المقام ، من أعلى مقامات التلطف والاحتراز والعقل التام.
وقوله : «يا قوم لكم الملك اليوم ظاهرين في الأرض» يحذرهم أن يسلبوا هذا الملك العزيز ؛ فإنه ما تعرضت الدول للدين إلا سلبوا ملكهم وذلوا بعد عزهم!
__________________
(١) حديث ضعيف. رواه أحمد في رواية طويلة في مسنده (٣ / ٩ / حلبي) وفيه : علي بن زيد بن عبد الله ابن زهير بن عبد الله بن جدعان التيمي البصري ، أصله حجازي وهو المعروف بعلي بن زيد بن جدعان ، ينسب أبوه إلى جد جده ، ضعيف ، من الرابعة مات سنة إحدى وثلاثين وقيل قبلها / غ م ع. تقريب التهذيب (٢ / ٣٧ / ٣٤٢). ورواه ابن ماجة (٣٦ / ٢٠ / ٤٠١١). ورواه أبو داود في سننه ـ كتاب الملاحم ـ باب الأمر والنهي (٢ / ٤٣٨ / حلبي) من نفس طريق ابن ماجة بزيادة «أو أمير جائر». ورواه الترمذي من نفس الطريق السابق أيضا (٣٤ / ١٣ / ٢١٧٤) ولفظه (إن من أعظم الجهاد كلمة عدل عند سلطان جائر).
ورواه السيوطي أيضا في الفتح الكبير (١ / ٢٠٨ / حلبي).
وجميع الروايات السابقة ضعيفة لأن فيها :
عطية بن سعد العوفي الكوفي ، تابعي مشهور ـ مجمع على ضعفه قال ابن حجر «كان شيعيا مدلسا ومشهور بالتدليس القبيح» من الثالثة مات سنة إحدى عشرة ـ غ د ت ق. أه.
تقريب التهذيب (٢ / ٢٤ / ٢١٦). طبقات المدلسين (٣٧ / مصر). المغني في الضعفاء (٢ / ٤٣٦ / ٤١٣٩)
(٢) و : كاشرهم.