يوسف بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم الخليل ، وتابعهم على ذلك بعض من يأخذ من صحفهم وينقل من كتبهم ؛ منهم نوف بن فضالة الحميري الشامي البكالي. ويقال إنه دمشقي ، وكانت أمه زوجة كعب الأحبار.
والصحيح الذي دل عليه ظاهر سياق القرآن ونص الحديث الصحيح الصريح المتفق عليه : أنه موسى بن عمران صاحب بني إسرائيل.
قال البخاري : حدثنا الحميدي ، حدثنا سفيان حدثنا عمرو بن دينار ، قال : أخبرني سعيد ابن جبير ، قال : قلت لابن عباس : إن نوفا البكالي يزعم أن موسى صاحب الخضر ليس هو موسى صاحب بني إسرائيل ، فقال ابن عباس : كذب عدو الله : حدثنا أبي بن كعب أنه سمع رسول الله صلىاللهعليهوسلم يقول : «إن موسى قام خطيبا في بني إسرائيل فسئل أي الناس أعلم؟ فقال : أنا. فعتب الله عليه إذ لم يرد العلم إليه ، فأوحى الله إليه : إن لي عبدا بمجمع البحرين هو أعلم منك. قال موسى : يا رب فكيف لي به؟ قال : تأخذ معك حوتا فتجعله في مكتل فحيثما فقدت الحوت فهو ثم ، فأخذ حوتا فجعله في مكتل ، ثم انطلق وانطلق معه فتاه يوشع بن نون ، حتى إذا أتيا الصخرة وضعا رأسيهما فناما ، واضطرب الحوت في المكتل ، فخرج منه فسقط في البحر ، واتخذ سبيله في البحر سربا ، امسك الله عن الحوت جرية الماء ، فصار عليه مثل الطاق فلما استيقظ نسي صاحبه أن يخبره بالحوت ، فانطلقا بقية يومهمما وليلتهما.
حتى إذا كان من الغد قال موسى لفتاه : (آتِنا غَداءَنا لَقَدْ لَقِينا مِنْ سَفَرِنا هذا نَصَباً) قال : ولم يجد موسى النصب حتى جاوز المكان الذي أمره الله به ، فقال له فتاه : (أَرَأَيْتَ إِذْ أَوَيْنا إِلَى الصَّخْرَةِ فَإِنِّي نَسِيتُ الْحُوتَ وَما أَنْسانِيهُ إِلَّا الشَّيْطانُ أَنْ أَذْكُرَهُ ، وَاتَّخَذَ سَبِيلَهُ فِي الْبَحْرِ عَجَباً).
قال : فكان للحوت سربا ، ولموسى ولفتاه عجبا فقال له موسى : ذلك ما كنا نبغي فارتدا على آثارهما قصصا».
قال : فرجعا يقصان آثارهما حتى انتهيا إلى الصخرة ، فإذا رجل مسجى بثوب فسلم عليه موسى ، فقال الخضر : وأنى بأرضك السلام؟ قال : أنا موسى. قال : موسى بني إسرائيل؟
قال : نعم ، أتيتك لتعلمني مما علمت رشدا ، (قالَ : إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْراً) ، يا موسى إني على علم من علم الله علمنيه الله لا تعلمه أنت ، وأنت على علم من علم الله علمكه الله لا أعلمه ، فقال موسى : (سَتَجِدُنِي إِنْ شاءَ اللهُ صابِراً وَلا أَعْصِي لَكَ أَمْراً).
فقال له الخضر (١) : (فَإِنِ اتَّبَعْتَنِي فَلا تَسْئَلْنِي عَنْ شَيْءٍ حَتَّى أُحْدِثَ لَكَ مِنْهُ ذِكْراً* فَانْطَلَقا) يمشيان على ساحل البحر ، فمرت بهما سفينة فكلموهم (٢) أن يحملوهم ، فعرفوا الخضر فحملوهم بغير نول فلما ركبا في السفينة لم يفجأ إلا والخضر قد قلع لوحا من ألواح السفينة بالقدوم ، فقال
__________________
(١) و : قال الخضر.
(٢) و : فكلمهم.