هذه ، أراد انخرام قرنه (١).
قال الإمام أحمد : حدثنا عبد الرزاق ، أنبأنا معمر ، عن الزهري قال : أخبرني سالم بن عبد الله وأبو بكر بن سليمان بن أبي خيثمة ، أن عبد الله بن عمر قال : صلى رسول الله صلىاللهعليهوسلم ذات ليلة صلاة العشاء في آخر حياته ، فلما سلّم قام فقال : «أرأيتم ليلتكم هذه؟ فإن على رأس مائة سنة لا يبقى ممن على ظهر الأرض أحد» (٢).
وأخرجه البخاري ومسلم من حديث الزهري.
وقال الإمام أحمد : حدثنا محمد بن أبي عدي ، عن سليمان التيمي ، عن أبي نضرة ، عن جابر بن عبد الله قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم قبل موته بقليل أو بشهر : «ما من نفس منفوسة ـ أو ما منكم من نفس اليوم منفوسة ـ يأتي عليها مائة سنة وهي يومئذ حية» (٣).
وقال أحمد : حدثنا موسى بن داود ، حدثنا ابن لهيعة ، عن أبي الزبير ، عن جابر ، عن النبي صلىاللهعليهوسلم أنه قال قبل أن يموت بشهر : «يسألونني عن الساعة وإنما علمها عند الله ، أقسم بالله ما على الأرض نفس منفوسة اليوم يأتي عليها مائة سنة» (٤).
وهكذا رواه مسلم من طريق أبي نضرة وأبي الزبير : كل منهما عن جابر بن عبد الله به نحوه.
وقال الترمذي : حدثنا عباد ، حدثنا أبو معاوية ، عن الأعمش ، عن أبي سفيان ، عن جابر قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «ما على الأرض من نفس منفوسة يأتي عليها مائة سنة».
وهذا أيضا على شرط مسلم.
قال ابن الجوزي : فهذه الأحاديث الصحاح تقطع دابر دعوى حياة الخضر.
قالوا : فالخضر (٥) إن لم يكن قد أدرك زمان رسول الله صلىاللهعليهوسلم كما هو المظنون الذي يترقى في القوة إلى القطع ، فلا إشكال ، وإن كان قد أدرك زمانه ، فهذا الحديث يقتضي أنه لم يعش بعد مائة سنة ، فيكون الآن مفقودا لا موجودا ، لأنه داخل في هذا العموم ، والأصل عدم المخصص له حتى يثبت بدليل صحيح يجب قبوله ، والله أعلم.
__________________
(١) الحديث رواه مسلم في صحيحه (٤٤ / ٥٣ / ٢١٧). رواه البخاري في صحيحه (٣ / ٤١ / ١١٦ / فتح)
(٢) الحديث رواه أحمد في مسنده (٢ / ٨٨ / حلبي). ورواه مسلم في صحيحه والبخاري (راجع تخريج ما قبله).
(٣) الحديث رواه أحمد في مسنده (٣ / ٣٠٥ ، ٣٠٦ / حلبي). ورواه مسلم في صحيحه (٤٤ / ٥٣ / ٢١٨).
(٤) الحديث رواه أحمد في مسنده (٣ / ٣٤٥) برواية الزبير عن جابر بالعنعنة وهي رواية ضعيفة ولكن قوتها رواية مسلم من نفس الطريق (٤٤ / ٥٣ / ٢١٨) التي صرح فيها الزبير أنه سمع من جابر فيعتبر الحديث صحيحا لأنه روى بالتحديث وليس بالعنعنة.
(٥) و : والخضر.