الحسن قال : خلق الله آدم حين خلقه فأخرج أهل الجنة من صفحته اليمنى ؛ وأخرج أهل النار من صفحته اليسرى ؛ فألقوا على وجه الأرض ؛ منهم الأعمى والأصم والمبتلي. فقال آدم : يا رب ألا سويت بين ولدي؟ قال : يا آدم إني أردت أن أشكر.
وهكذا روى عبد الرزاق عن معمر ؛ عن قتادة عن الحسن بنحوه.
وقد رواه أبو حاتم وابن حبان في صحيحه فقال : حدثنا محمد بن إسحاق بن خزيمة ، ؛ حدثنا محمد بن بشار ؛ حدثنا صفوان بن عيسى ؛ حدثنا الحارث بن عبد الرحمن بن أبي ذياب ؛ عن سعيد المقبري ؛ عن أبي هريرة ، قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : لما خلق الله آدم ونفخ فيه الروح عطس ؛ فقال : الحمد لله فحمد الله بإذن الله ؛ فقال له ربه : يرحمك ربك يا آدم ؛ إذهب إلى أولئك إلى ملأ منهم جلوس فسلم عليهم ؛ فقال : السلام عليكم ؛ فقالوا : وعليكم السلام ورحمة الله.
ثم رجع إلى ربه فقال هذه تحيتك وتحية بنيك بينهم.
وقال الله ويداه مقبوضتان : اختر أيهما شئت ، فقال : اخترت يمين ربي ، وكلتا يدي ربي يمين مباركة ، ثم بسطهما فإذا فيهما آدم وذريته ، فقال : أي رب ما هؤلاء؟ قال : هؤلاء ذريتك ؛ وإذا كل إنسان منهم مكتوب عمره بين عينيه ، وإذا فيهم رجل أضوؤهم ـ أو من أضوئهم ـ لم يكتب له إلا أربعون سنة ، قال : يا رب من هذا؟ قال : هذا ابنك داود. وقد كتب الله عمره أربعين سنة ، قال : أي رب زد في عمره ، فقال : ذاك الذي كتب له. قال : فإني قد جعلت له من عمري ستين سنة ، قال : أنت وذاك. اسكن الجنة.
فسكن الجنة ما شاء الله ثم هبط منها ، وكان آدم يعد لنفسه. فأتاه ملك الموت فقال له آدم : «قد عجلت ، قد كتب لي ألف سنة. قال : بلى ، ولكنك جعلت لابنك داود منها ستين سنة ، فجحد آدم فجحدت ذريته ، ونسى فنسيت ذريته ، فيومئذ أمر بالكتاب والشهود» هذا لفظه (١).
وقد قال البخاري : حدثنا عبد الله بن محمد ، حدثنا عبد الرزاق ، عن معمر ، عن همام بن منبه ، عن أبي هريرة ، عن النبي صلىاللهعليهوسلم قال : «خلق الله آدم وطوله ستون ذراعا ، ثم قال : اذهب فسلم على أولئك النفر من الملائكة فاستمع ما يجيبونك ، فإنها تحيتك وتحية ذريتك. ، فقال :
السلام عليكم ، فقالوا السلام عليك ورحمة الله. فزادوه ورحمة الله. فكل من يدخل الجنة على
__________________
(١) الحديث روى نحوه أحمد في مسنده (١ / ٢٥٢ ، ٢٩٩ ، ٣٧١ / حلبي).
وفيه : الحارث بن عبد الرحمن بن أبي ذباب عن المقبري ، ثقة. وقال أبو حاتم «ليس بالقوي». روي عنه الدراوردي مناكير ، وقال ابن حزن : «ضعيف» وقال ابن حجر : صدوق يهم من الخامسة ، مات سنة ست وأربعين.
غ م مدت س. ق.
تقريب التهذيب (١ / ١٤٢ / ٤١). المغني في الضعفاء (١ / ١٤٢ / ١٢٣٧).