عمران ، وأنه أستأذن عليه فلم يأذن له ، يعني لما كان من سؤاله عن القدر وأنه انصرف وهو يقول : مائة موتة أهون من ذل ساعة.
وفي معنى قول عزير مائة موتة أهون من ذل ساعة قول بعض الشعراء :
قد يصبر الحرّ على السيف |
|
ويأنف الصبر على الحيف |
ويؤثر الموت على حالة |
|
يعجز فيها عن قرى الضيف |
فأما ما روى ابن عساكر وغيره عن ابن عباس ونوف البكالي وسفيان الثوري وغيرهم ، من أنه سأل عن القدر فمحي اسمه من ذكر الأنبياء ، فهو منكر وفي صحته نظر ، وكأنه مأخوذ عن الإسرائيليات.
وقد روى عبد الرزاق وقتيبة بن سعيد ، عن جعفر بن سليمان ، عن أبي عمران الجوني ، عن نوف البكالي قال : قال عزير فيما يناجي ربه : يا رب تخلق خلقا تضل من تشاء وتهدي من تشاء؟ فقيل له : أعرض عن هذا. فعاد فقيل له : لتعرضن عن هذا أو لأمحون أسمك من الأنبياء إني لا أسأل عما أفعل وهم يسألون. وهذا يقتضي وقوع ما توعد عليه لو عاد فما محيا.
وقد روى الجماعة سوى الترمذي من حديث يونس بن يزيد ، عن سعيد وأبي سلمة ، عن أبي هريرة ، وكذلك رواه شعيب عن أبي الزناد ، عن الأعرج ، عن أبي هريرة ، قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : نزل نبي من الأنبياء تحت شجرة فلدغته نملة فأمر بجهازه فأخرج من تحتها ثم أمر بها فأحرقت بالنار فأوحى الله إليه فهلا نملة واحدة (١) فروى إسحاق بن بشر عن ابن جريج ، عن عبد الوهاب بن مجاهد ، عن أبيه أنه عزير ، وكذا روى عن ابن عباس والحسن البصري أنه عزير ، فالله أعلم.
__________________
(١) الحديث رواه مسلم في صحيحه (٣٩ / ٣٩ / ١٤٨ ، ١٤٩ ، ١٥٠). ورواه البخاري في صحيحه (٥٩ / ١٦ / ٣٣١٩ / فتح). ورواه أبو داود في سننه (٤٠ / ١٦٤). ورواه النسائي في سننه (٤٢ / ٤٨) ورواه أحمد في مسنده (٢ / ٣١٣ / ٤٤٩ / حلبي).