إلا أن المسيح الدجال أعور العين اليمنى كأن عينه عنبة طافية ، وأراني الليلة عند الكعبة في المنام فإذا رجل آدم كأحسن ما يرى من آدم الرجال ترب لمته بين منكبيه رجل الشعر يقطر رأسه ماء واضعا يديه على منكبي رجلين ، وهو يطوف بالبيت فقلت من هذا؟ فقالوا : المسيح ابن مريم.
ثم رأيت رجلا وراءه جعدا قططا أعور عين اليمنى كأشبه من رأيت بابن قطن. واضعا يده على منكبي رجل يطوف بالبيت فقلت من هذا؟ فقالوا : هذا المسيح الدجال.
ورواه مسلم من حديث موسى بن عقبة. ثم قال البخاري : تابعه عبد الله بن نافع. ثم ساقه من طريق الزهري عن سالم بن عمر قال الزهري : وابن قطن رجل من خزاعة هلك في الجاهلية.
فبين صلوات الله وسلامه عليه صفة المسيحين : مسيح الهدى ومسيح الضلال ، ليعرف هذا إذا نزل فيؤمن به المؤمنون ويعرف الآخر فيحذره الموحدون.
وقال البخاري : حدثنا عبد الله بن محمد ، حدثنا عبد الرزاق ، أنبأنا معمر ، عن همام بن منبه ، عن أبي هريرة عن النبي صلىاللهعليهوسلم قال : «رأى عيسى ابن مريم رجلا يسرق فقال له : أسرقت؟
قال : كلا والذي لا إله إلا هو. فقال عيسى : آمنت بالله وكذبت عيسى» وكذا رواه مسلم عن محمد بن رافع عن عبد الرزاق.
وقال أحمد : حدثنا عفان ، حدثنا حماد بن سلمة ، عن حميد الطويل ، عن الحسن وغيره ، عن أبي هريرة قال : ولا أعلمه إلا عن النبي صلىاللهعليهوسلم قال : «رأى عيسى رجلا يسرق فقال : يا فلان أسرقت؟ فقال : لا والله ما سرقت. فقال : آمنت بالله وكذبت بصري»
وهذا يدل على سجية طاهرة ، حيث قدم خلف ذلك الرجل فظن أن أحدا لا يحلف بعظمة الله كاذبا على ما شهده منه عيانا ، فقبل عذره ورجع على نفسه فقال : آمنت بالله. أي صدقتك وكذبت بصري لأجل حلفك.
وقال البخاري : حدثنا محمد بن يوسف ، حدثنا سفيان ، عن المغيرة بن النعمان ، عن سعيد ابن جبير ، عن ابن عباس قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «تحشرون حفاة عراة غرلا ثم قرأ : (كَما بَدَأْنا أَوَّلَ خَلْقٍ نُعِيدُهُ وَعْداً عَلَيْنا إِنَّا كُنَّا فاعِلِينَ) فأول الخلق يكسى إبراهيم ، ثم يؤخذ برجال من أصحابي ذات اليمين وذات الشمال فأقول أصحابي فيقال إنهم لن يزالوا مرتدين على أعقابهم منذ فارقتهم فأقول كما قال العبد الصالح عيسى ابن مريم : (وَكُنْتُ عَلَيْهِمْ شَهِيداً ما دُمْتُ فِيهِمْ فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنْتَ أَنْتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ وَأَنْتَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ* إِنْ تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبادُكَ ، وَإِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ)(١). تفرد به دون مسلم من هذا الوجه.
__________________
(١) الحديث رواه البخاري في صحيحه (٨١ / ٤٥) ومسلم في صحيحه (٥١ / ٥٨٠٥٦) ورواه الترمذي (٣٥ / ٣) ، (٤٤ / ١٧ ـ ح ٧). ورواه النسائي (٢١ / ١١٧ ، ١١٨). ورواه ابن ماجة (٣٧ / ٣٣). ورواه الداري في سننه (٣٠ / ٨٢). ورواه أحمد في مسنده (١ / ٢٢٠ ، ٢٢٣ ، ٢٢٩) ، ٣ / ٤٩٥) ورواه الطيالسي في مسنده رقم (٢٦٣٨).