حدثني أبو مودود المدني ، حدثني عثمان بن الضحاك ، عن محمد بن يوسف بن عبد الله بن سلام ، عن أبيه ، عن جده ، قال : مكتوب في التوراة : صفة محمد وعيسى ابن مريم عليهمالسلام يدفن معه. قال أبو مودود : وقد بقي من البيت موضع قبر.
ثم قال الترمذي : هذا حديث حسن. كذا قال. والصواب : الضحاك بن عثمان المدني.
وقال البخاري : هذا الحديث لا يصح عندي ولا يتابع عليه.
وروى البخاري عن يحيى بن حماد ، عن أبي عوانة ، عن عاصم الأحول ، عن أبي عثمان النهدي ، عن سلمان ، قال : الفترة ما بين عيسى ومحمد صلىاللهعليهوسلم ستمائة سنة وعن قتادة خمسمائة وستون سنة ، وقيل خمسمائة وأربعون سنة وعن الضحاك أربعمائة وبضع وثلاثون سنة. والمشهور ستمائة سنة. منهم من يقول ستمائة وعشرون سنة بالقمرية ، لتكون ستمائة بالشمسية. والله أعلم.
وقال ابن حبان في صحيحه : «ذكر المدة التي بقيت فيها أمة عيسى على هديه» : حدثنا أبو يعلي ، حدثنا أبو همام ، حدثنا الوليد بن مسلم ، عن الهيثم بن حميد ، عن الوضين بن عطاء ، عن نصر بن علقمة ، عن جبير بن نفير ، عن أبي الدرداء ، قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «لقد قبض الله داود من بين أصحابه فما فتنوا ولا دلوا ولقد مكث أصحاب المسيح على سنته ودينه مائتي سنة». وهذا حديث غريب جدا ، وإن صححه ابن حبان.
وذكر ابن جرير عن محمد بن إسحاق ، أن عيسى عليهالسلام قبل أن يرفع اوصى الحواريين بأن يدعوا الناس إلى عبادة الله وحده لا شريك له وعين كل واحد منهم إلى طائفة من الناس في إقليم من الأقاليم من الشام والمشرق وبلاد المغرب ، فذكروا أنه أصبح كل إنسان منهم يتكلم بلغة الذين أرسله المسيح إليهم.
وذكر غير واحد أن الإنجيل نقله عنه أربعة : لوقا ومتى ومرقس ويوحنا ، وبين هذه الأناجيل الأربعة تفاوت كثير بالنسبة إلى كل نسخة ونسخة ، وزيادات كثيرة ونقص بالنسبة إلى الأخرى ، وهؤلاء الأربعة منهم اثنان ممن أدرك المسيح ورآه وهما متى ويوحنا ، ومنهم اثنان من أصحابه (١) وهما مرقس ولوقا.
__________________
(١) من هنا إلى آخر الكتاب ساقط من المخطوطة (و) ومخطوطة تيمور المشار اليها في المقدمة. ووجد بها بدل هذا السقوط ما نصه : «وقد أنشد الشيخ شهاب الدين القرافي في كتابه الرد على النصارى لبعضهم يرد عليهم في قولهم بصلب المسيح وتسليمهم ذلك لليهود مع دعواهم أنه ابن الله ، تعالى الله عن قولهم علوا كبيرا :
عجبا للمسيح بين النصارى |
|
وإلى الله ولدا نسبوه |
أسلموه إلى اليهود وقالوا |
|
إنهم بعد قتله صلبوه |
فإن كان ما تقولون حقا |
|
وصحيحا فأين كان أبوه |
حين خلى ابنه رهين الأعادي |
|
أتراهم أرضوه أم أغضبوه |
فإن كان راضيا بأذاهم |
|
فأعذروهم لأنهم رافقوه |
ولئن كان ساخطا فاتركوه |
|
وأعبدوهم لأنهم غلبوه |
وما أثبته كان من المطبوعة (٢ / ١٠٠ / السعادة).