البسيط المتعلق بالماهيّة ولا يترتّب عليه على سبيل اللّزوم البتّة ، وهذه أساسات حكميّة لاصول علميّة أنضجت أثمار أشجارها العقليّة بأشعّة شمس الإلهام والتّوفيق.
<٤> وهم وتنبيه
ربما اختلج سرّك ما يتشبّث به بعض مقلّدة أتباع المشّائيّة ، من : «أنّ العلّة المحوجة إلى العلّة هى الإمكان ، وهى كيفيّة نسبة الوجود إلى الماهيّة ، فلم تكن المجعوليّة بحسب الماهيّة».
فكدت تستحقّ أن يقال لك : كأنّك لست من أهل التّحصيل لاصول تليت عليك، وإلاّ لاستبصرت فاستشعرت أنّ ذلك ـ بعد أن دريت ما حقيقة الوجود وكيف نسبته إلى الماهيّة ومتى صحّة انتزاعه منها مع امتناع الانفكاك بينه وبين تفرّد الماهيّة ـ هو الّذي أفضى إلى استيجاب المجعوليّة لنفس الماهيّة ، على أنّ القول فى الإمكان أرفع ممّا يصنعه الحكماء العامّة.
وأمّا أنّ الماهيّة من حيث هى هى كيف تتّصف بالمجعوليّة ، وهى من عوارضها ، والماهيّة من حيث هى ليست إلاّ هى ، فلقد استبان نظيره فى الوجود ، وأنّ الماهيّة من حيث هى لا بشرط شيء إنّما يلحقها أن توجد بالوجود الّذي تؤخذ هى لا بشرط الخلط وعدم الخلط به. فكذلك المجعوليّة ، أعنى أنّ العقل إنّما يعتبر عروضها لها فى نحو الملاحظة الّتي هى ظرف الخلط والتّعرية.
<٥> تفريعات تأصيليّة
يتفرّع عن أصل الجعل البسيط فروع هى اصول لعويصات مسائل حكميّة.
(١) منها : مطلب «هل» على أقسام ثلاثة : هل الشّيء ، وهل الشّيء موجود على الإطلاق ، وهل الشّيء موجود على صفة.
ويشبه أنّ أحقّ ما يسمّى بالهليّة البسيطة هو الأوّل. والهليّة المركّبة ضربان : بالإضافة وعلى الإطلاق. ولو اصطلح على جعل البسيطة ضربين (٩) : بسيطة على