والتأخّر الزّمانيّين.
ولا ارتياب فى أنّ هذين الامتدادين بما هما موصوفان بهذا الوصف لم يصحّ أن يرتسما فى الذّهن من العدم. فإذن ، لا يحصل شيء منهما فيه إلاّ إذا كان فى الأعيان شيء مستمرّ غير مستقرّ يحصل منه بحسب الاستمرار وعدم الاستمرار هذا الامتداد فى الذّهن الخيالىّ : أمّا من الحركة فالحركة التّوسّطيّة الواحدة الشّخصيّة الفاعلة بسيلانها الحركة القطعيّة ؛ وأمّا من الزّمان فالموجود البسيط الشّخصىّ المعبّر عنه بالآن السّيّال الرّاسم بسيلانه الزّمان الممتدّ. فالممتدّان الخياليّان الدّالان على موجودين عينين. فهذا أمر لم يستنكره أحد من أولياء العقل وأبناء التّمييز.
ثمّ حزب الفحص والتّحصيل أدركوا أنّ الموجود العينىّ من الحركة والزّمان ليس هو التّوسط والآن السيّال لا غير ، بل الممتدّ من كلّ منهما أيضا موجود فى الأعيان كاللّذين لا ينقسمان. فالمنتقل متحرّك معدّ من كلّ واحد من المسافة والحركة والزّمان فى الأعيان شيء متصل يقبل الانقسام وشيء بسيط لا ينقسم باق دائما ما بقى الانتقال.
أمّا المتّصلات الممتدّة : فمن الحركة القطع الممتدّ المنطبق على المسافة ، ومن الزّمان مقدارها الممتدّ المنطبق عليها ، ومن المسافة الخطّ والسّطح مثلا فى المسافة الأينيّة وغير ذلك فى غيرها.
وأمّا البسائط المستمرّة الّتي لا تقبل الانقسام بحسب أنفسها : فمن القطع التّوسّط ومن الزّمان الآن السيّال ومن المسافة الحدّ إمّا نقطة أو غيرها.
والمتفلسفة المشوّشة للفلسفة والمقلّدة التّائهيّة فى أتياه الوله والحيرة لمّا لم تسع مقدرتهم أن يدبّروا للخروج عن مضائق هو سات الشّكوك إلى متندح فضاء التّحصيل تدبيرا خاضوا عن الحقّ وحادوا عن السّبيل وأنكروا الوجود العينىّ ، إلاّ للحركة التّوسّطيّة والآن السيّال. وإذ قد تمّ تحديد حريم النّزاع فلعلّ الآن بفضل اللّه يقترّ الأمر مقرّه ويستقرّ الحقّ مستقرّه.