<١١> إيقاظ تحصيليّ
ينبغى أن تعلم أنّ حقّ المقال ، بعد تكشّف الأمر ، أن يقال : إنّ المعلوم بالضّرورة الفطريّة والرّويّة الحدسيّة والمشاهدة الحسّية هو الحركة المتصلة القطعيّة والزّمان الممتدّ المتصل. وأمّا الحركة التوسّطيّة والآن السيّال فإنّما يحقّقهما الفحص والبرهان.
ثمّ إنّ التّوسّط والآن السيّال إنّما يرسمان الحركة المتصلة والزّمان الممتدّ فى الخيال بحسب ما هما موجودان فى الاعيان مستمرّين ذاتا غير مستمرّين نسبة إلى الحدود المسافيّة المفروضة ، لا بحسب ما هما مدركان على هذه الجهة ، كما قد ينساق إليه بعض الأوهام. وكذلك الأمر فى رسم القطر النّازل والنّقطة الدّائرة بسرعة خطّا مستقيما وخطّا مستديرا فى الحسّ المشترك. أليس المشاهد هو المرتسم ، أعنى الخطّ المستقيم والخطّ المستدير ، لا الرّاسم، أعنى القطر والنّقطة الّذين هما راسماهما من جهة الوجود فى الأعيان مع تبدّل الأمكنة والايون والسّموت ، وكذلك المدرك هما الحركة المتصلة المرتسمة (١٥٠) والزّمان الممتدّ ، لا الرّاسمان العينيّان.
وممّا يجب أن لا يذهل عنه أنّ كلاّ من الرّاسمين كما يكون مبدأ (١) ارتسام الممتدّ المرتسم فى القوى الخياليّة السّفليّة فكذلك قد يكون ذلك فى النّفوس المنطبعة الفلكيّة أيضا ، فيرتسم فيها الزّمان بجملته. وكذلك معدّل النّهار الّتي هى محلّه بمجموع هويّتها الاتصاليّة بحسب وجود راسميهما فى الأعيان على الجهة المستقصاة ذكرا وبيانا.
<١٢> انباء
إنّ لرهط من اولى هوشات التّشكيكات فى عصور اليونانيّين ، كزينون ،
__________________
(١). إلى هنا تمّت النسخة الخطيّة الموجودة فى كليّة الإلهيّات ، الرقم : ٢٩٦.