فى حيّز المفتاق إليه.
ألسنا ، أوّلا ، نضع شيئا قد تمّ تقوّمه النّوعىّ وتألّفه الجوهرىّ ، ثمّ ننظر فيما يفتاق إليه ذلك الشّيء فى تقرّره وفعليّته بالذّات ، وهو المفتاق إليه فاقة الصّدور والاستناد بالقصد الأوّل. وفيما يتوقف استناد تقرّره وفعليّته إليه بالفعل عليه ، وهو المفتاق إليه فاقة الصّدور والاستناد بالقصد الثانى.
<١٣> تذكير
لعلّك غير ناس ما قد أسمعناك من قبل : أنّ طباع : وجد فوجد ، أو وجب فوجب ، إنّما مقتضاه : أنّ ما هو العلّة متقدّم بالوجود أو الوجوب ، لا أنّ ذلك الوجود أو الوجوب المتقدّم من جملة ما هو الموصوف بالعليّة. فقد يكون الأمر كذلك ، كما إذا كان المتأخّر بالوجود والوجوب من عوارض الشّيء المتقدّم بحسب وجوده ووجوبه ؛ كقولنا : وجد الجسم ، فصار أبيض ؛ وقد لا يكون ، كما إذا كان هو من عوارضه بحسب نفس ماهيّته المرسلة ، كقولنا : وجد المثلّث ، فصار ذا الزّوايا.
<١٤> إحصاء استقصائيّ
السّبق بالماهيّة من حيّز الجعل البسيط ، والسّبق بالطبع والسّبق بالعليّة من حيّز الجعل المؤلّف. والمتّصف بالسّبق بالماهيّة إنّما هو جوهريّات الماهيّة بالقياس إليها ونفس الماهيّة بالقياس إلى وجودها وجاعل الماهيّة جعلا بسيطا ؛ إلاّ أنّ سبق الماهيّة على وجودها ليس إلاّ السّبق بالماهيّة ؛ إذ يمتنع أن يكون بحسب الوجود أو كيفيّته حتّى يكون بالطبع أو بالعليّة ؛ وجوهرىّ الماهيّة أنّ له عليها سبقا بالماهيّة. فربّما يقال : إنّه يتّصف أيضا بالسّبق عليها بالطبع بحسب الوجود ، لكونه من علل وجود الماهيّة ، كما أنّه من علل نفسها وداخل فى قوامها.
وذلك إن قلنا بالجزئيّة فى طرف الخلط والتّعرية أو بما يشبه السّبق بالطبع إن