الخزاعي (١) قال : سمعت النبي صلىاللهعليهوسلم يقول : «ألا أخبركم بأهل الجنة؟ كل ضعيف [متضعّف](٢) لو أقسم على الله لأبّره ، ألا أخبركم بأهل النار؟ كل عتل جوّاظ مستكبر» (٣).
(بَعْدَ ذلِكَ) أي : بعد ما [عدّ](٤) له من المثالب والنقائص ، (زَنِيمٍ).
قال ابن عباس في رواية عطاء : أي : دعيّ في قريش ليس منهم (٥). وهذا قول أكثر المفسرين واللغويين ، وأنشدوا :
زنيم تداعاه الرّجال زيادة |
|
كما زيد في عرض الأديم الأكارع (٦) |
وقال آخر :
زنيم ليس يعرف من أبوه |
|
بغيّ الأمّ ذا حسب لئيم (٧) |
__________________
(١) حارثة بن وهب الخزاعي ، أخو عبيد الله بن عمر لأمه ، صحابي نزل الكوفة ، وكان عمر زوج أمه (تهذيب التهذيب ٢ / ١٤٦ ، والتقريب ص : ١٤٩).
(٢) في الأصل : مستضعف. والمثبت من ب ، والصحيحين.
(٣) أخرجه البخاري (٤ / ١٨٧٠ ح ٤٦٣٤) ، ومسلم (٤ / ٢١٩٠ ح ٢٨٥٣).
والجوّاظ : المتكبر الجافي (اللسان ، مادة : جوظ).
(٤) في الأصل : أعد. والمثبت من ب.
(٥) أخرجه الطبري (٢٩ / ٢٥). وذكره الواحدي في الوسيط (٤ / ٣٣٥) ، والسيوطي في الدر (٨ / ٢٤٦) وعزاه لعبد بن حميد وابن عساكر.
(٦) البيت لحسان بن ثابت. انظر : ديوانه (ص : ٢١٦) ، واللسان (مادة : زنم) ، والقرطبي (١ / ٢٥ ، ١٨ / ٢٣٤) ، والماوردي (٦ / ٦٥) ، والبحر (٨ / ٣٠٠) ، والدر المصون (٦ / ٣٥٢) ، وروح المعاني (٢٩ / ٢٧).
(٧) انظر البيت في : المستطرف (١ / ٧٥ ، ١٩١) ، والقرطبي (١ / ٢٥ ، ١٨ / ٢٣٤) ، والطبري (٢٩ / ٢٥) ، والدر المنثور (٨ / ٢٤٧) ، وروح المعاني (٢٩ / ٢٧).