ولما كانت حول كل قرية مياه جارية فلسكانها بساتين وحدائق ونخيل لا يعد ولا يحصى سميت تلك القرى (ينبع النخل) ومن كثرة مياه يبنع النخل أنها بعد ما تسقى الحدائق والبساتين يجرى الفائض منها عبثا.
ويمكن إجراء إحدى هذه المياه إلى ينبع البحر بصرف بعض المبالغ إلى ينبع البحر ، إلا أنه لم يظهر إلى الآن شخص يبذل جهوده فى سبيل هذا الخير.
رابغ :
رابغ على شاطئ البحر الأحمر بين جدة وينبع البحر وهو مرساة صغيرة ، وعلى بعد شمالى جدة بسبعة أميال بحرا وعلى بعد ثلاثين ساعة برا.
ورابغ قرية تتكون من مرفأ وجامع وعدة دكاكين مبنية من سعف النخيل أما سكانها فموظفو الحجر الصحى والجمرك وعدة رجال للشرطة ، وعدة فلاحين للبساتين وأصحاب الفلايك ، والقوارب.
ومدينة رابغ الأصلية على الجانب الشرقى من المرساة وعلى مسافة ساعة منها ، ولها قلعة متينة وسبع آبار وعشرة صهاريج وخمسة جوامع وستون دكانا و ١١٦ منزلا وعدد سكانها ٣٦٩ نسمة.
ولما كانت تلك المدينة فوق واد رملى منبسط وعلى مسار السيل فأنّى تحفر يخرج ماء صالح للشرب ، ولكنها خالية من المياه الجارية وقد زينت أطرافها الأربعة بالبساتين وأشجار النخيل والموز. ويبلغ عدد سكانها ما يقرب من ألفين إلا أن كلهم يعيشون فى حالة بدوية.
ويبعد موقع المدينة عن مكة أربع مراحل برا وعن المدينة المنورة ست مراحل. والحجاج المسلمون الذين يتحركون سواء أكان من مكة المكرمة أو من المدينة المنورة إذا وصلوا إلى هذه المدينة فإنهم يقيمون فيها يوما أو بعض أيام للراحة. وليست المدينة ميقاتا للحجاج الواردين من الأطراف أو غيرهم ، فالذين يذهبون من المدينة إلى مكة المكرمة وحجاج وقوافل مصر والشام يحرمون فى هذا المكان.