وأغنامهم والجهة التى ترعى فيها ومدى بعدها من الخيم فيخبران بهذا وإذا كان الوقت ليلا واقتنع المغيرون بأنهم يستطيعون التغلب عليهم يقتحمون مقر القبيلة صباحا ، فينهبون أموالهم وحيواناتهم. وإذا كانت الغارة بالنهار يقيدون الرعاة فى جذوع الأشجار ويسوقون ما نهبوا من الحيوانات بسرعة شديدة حتى لا يلحقهم أفراد القبيلة المنهوبة ، ويعودون إلى مأواهم.
ويستدل أصحاب الحيوانات من عدم رجوعها وقد حل الليل على أن حيواناتهم قد تعرضت للسلب والنهب فيركبون ما احتفظوا به من الجمال والخيول فى جانب الخيم ويتتبعون المغيرين بضعة أيام فإذا ما أدركوهم واستردوا أموالهم بالحرب عادوا إلى أماكنهم فرحين مسرورين ، أما إذا أدركوهم ولكنهم لم يتجرءوا على حرب أعدائهم لكثرة عددهم وقوتهم يعودون يائسين متألمين.
أما إذا اعتمدوا على كثرة عددهم أو على بسالة وشجاعة أفراد جماعتهم فإنهم يتتبعون آثار ناهبيهم إلى مأواهم فيستردون أموالهمم بالحرب كما ينهبون أموال أعدائهم وحيواناتهم ويشتتون أفرادهم. ولا أهمية بين البدو لمن سقط ميتا فى أثناء الحرب والدفاع.
ويتفق أحيانا خمسة أو ستة من أصحاب الهجين مع خمسة وستة من الرجال ويخرجون إلى الطريق فيقطعونه ويسلبون أموال وأشياء من يصادفونهم فى الطريق من العربان والمسافرين ويتركون أصحابها يندبون حظهم العاثر.
وأحيانا يتفق ما يقرب من خمسة عشر شخصا أو عشرين من المترجلين ويصعدون إلى قمم الجبال حيث لا يمكن الوصول إليها بالحيوانات فينهبون ما يقدرون على نهبه من الأموال والمواشى ويتركون هؤلاء المساكين منتحبين عرايا مثل الحجاج الذين نهبوا فى طريق الحج.
وإذا صادف مثل هؤلاء النهابين ـ قل عددهم أو كثر ـ الذين فارقوا مأواهم عصابات أخرى أقوى منهم يكونون كمن أضاعوا ما فى خيمهم من الأكل.
وهم يذهبون لشراء الأرز من دمياط ، وأحيانا قد يدفعون حياتهم ثمنا له.