يتحمل ويظهر ثباتا وهو يلقى كلمات فخر وأشعار نظمت لأجل هذا الغرض دون أن يتوقف أو يتألم حتى انتهاء العملية.
والذى يتحملون آلام الختان بكل صبر وجلد دون أن يبالى بآلامه الرهيبة يقابل من جانب عشيرته بكل ثناء وتمجيد كما يستحسن من قبل الخطيبة وبمجرد أن يلتئم جرحه يتزوجان.
ولا تلتئم مثل هذه الجروح إلا بعد أربعة أشهر وبما أنه لا ينجو من هذه العملية أربعون فى المائة من المختتنين ، إلا أن أفراد القبيلة المذكورة يعدون هذا النوع من الختان علامة الشجاعة والرجولة فإنهم لا يتخلون عن هذه العادة وإن تأكدوا أن المختتن سيموت.
وإن كان أفراد قبيلة هذيل محبين لهذا النوع من عملية الختان ومصرين على إجرائها متحدين قبليا إلا أن الأطفال لا يختنون قبل بلوغ خمس عشرة سنة أو عشرين. ويجرون عملية الختان هذه فى أيام العيد.
ويعد عربان تلك القبيلة إجراء العملية التى تخالف الشرع والإنسانية من المحسنات الدينية وفق مذهبهم.
وإذا وجد بينهم من لا يرضى بهذا النوع من الختان وفضل الختان وفقا لأحكام الشريعة الغراء فلا يعد ابنه بين النساء رجلا ولا ترضى أية فتاة بالزواج بمن اختتن على هذه الصورة.
وبعد أن يختتن الفتى على هذه الصورة وينجو بنفسه من يد المختن يتقدم عدة خطوات إلى الأمام ويأخذ فى الفخر قائلا : «أنا فلان بن فلان» ويدعى الشجاعة ويجرى ما يقرب من مائة خطوة ليثبت شجاعته عمليا ، ثم يجعل المحتفلون الفتى أمامهم ويلفون به أطراف القرية الأربعة بينما الرجال يطلقون البنادق. والنساء تضربن على الدف وتنشدن المواويل ثم يؤتى به فى بيته حيث يرقد ثم يأكلون ما أعده صاحب البيت من طعام الحمير ويعودون إلى منازلهم.
وطعام الحمير هذا الدقيق المطبوخ وعليه زيت الزيتون. وبينما يرقد الفتى على السرير أو الفرش ينثر أقاربه على رأسه حفنة من الزبيب وبهذا يعلنون نهاية الحفل.