ذلك ساق يزيد ، كثيرا من الجيوش لمحاربة عبد الله بن الزبير وأتباعه ، وبينما كان هؤلاء الجنود يحاربون عبد الله بن الزبير محاصرين مكة المكرمة جاء خبر وفاة يزيد ، فبايع جميع أهالى الحرمين عبد الله بن الزبير فاستقلت بلاد جزيرة العرب ، وأصبحت كلها تحت سيطرة عبد الله بن الزبير فى سنة ٦٤ هجرية.
وبعد سنتين خرج رجل فى العراق من قبيلة بنى ثقيف يدعى مختار بن عبد الله الثقفى طالبا الثأر من أجل الإمام الحسين ، فانضم له جمع وافر من الجنود ، وتجرأ على الاستيلاء على الكوفة فبايعه كثير من أهالى تلك المدينة.
وأخذ المختار بن عبد الله الثقفى ثأر الإمام الحسين من قاتليه كما يخبرنا التاريخ ، وقتل ما يقرب من سبعين ألف إنسان ، إلا أنه انحرف وأخذ يدعى النبوة. وبناء على هذا عين عبد الله بن الزبير أخاه مصعبا حاكما للعراق ، وأمده بكثير من الجنود وأرسله ليحارب المختار الثقفى.
ولما كان المختار الثقفى قد أظهر عصيانه ومخالفته جهرا قتل فى أثناء دفاعه سنة ٦٧ الهجرية.
وأرسل عبد الملك بن مروان من الملوك الأموية بعد خمس سنوات الحجاج الأظلم الذى فاق فى الجور والظلم متجبرى وطغاة الأسلاف ، ومعه أربعون ألف جندى لمحاربة عبد الله بن الزبير فى مكة المكرمة ، وبعد معارك كثيرة بينهما استطاع الحجاج أن يسترد جزيرة العرب من يد ابن الزبير ، وأن ينيل ذلك الشهم مرتبة الشهادة العالية فى سنة ٧٣ الهجرية.
وفى عهد مروان بن محمد الأموى رفع بعض الخوارج فى الأطراف والأكناف راية التمرد والعصيان حتى إن عبيد الله بن يحيى من حضرموت استولى على البلاد الحجازية واليمن ، وحكم فيهما سنة وأربعة أشهر وذلك فى سنة ١٢٠ ه.
ولما كان مروان فريدا فى ميدانى الشجاعة والنصر فقد طرد جميع الخوارج الذين رفعوا راية الفتنة من أملاكه ، وخاصة عبد الله بن يحيى طرده من اليمن وبلاد الحجاز ، إلا أنه بمرور الأيام فقد مروان أسباب قوته وصولته ، فانهارت