يدق الباب؟ ورأى أن جناح الباب ومصراعه قد فتح بحيث يسمح برؤية من فى خارجه فعطف نظره بدقة على مسلحين يشبهون أهل البلاد العربية ، وعلى يد كل واحد منهم راية فتعجب من هذا الأمر.
فتقرب الحاجب وهو مندهش من الباب فخاطبه أحد الأربعة الذين اقتربوا منه قائلا : هؤلاء العساكر الذين رأيتهم هم أصحاب النبى صلى الله عليه وسلّم ، إن النبى صلى الله عليه وسلم أرسلنا إلى سليم خان وفوضه بخدمة الحرمين ، هذا الشخص هو الصديق الأعظم وهذا هو عمر الفاروق والذى بجانبى هو عثمان بن عفان. أما أنا فعلى بن أبى طالب هيا أخبر بذلك السلطان!! قالوا هذا وغابوا عن الأنظار».
وظل الحاجب حتى الصباح متحيرا مندهشا ، وبعد أداء صلاة الصبح حكى رؤياه لحسن جان الذى ذهب بدوره إلى السلطان وقال له «يا مولاى السلطان!! إن عبدك حسن هذا لم ير الرؤيا ، ولكن عبدك الحاجب حسن رأى الرؤيا» وحكى على مسامع السلطان الرؤية بالتفصيل.
لأن السلطان كان قد أمر حسن جان أن يقص له الرؤيا التى رآها فى تلك الليلة عدة مرات. وقال حسن جان وهو يروى الحكاية عند ما بدأ يقص له الرؤيا : «أخذ وجه السلطان يحمر وفى النهاية بكى ، وفى ختام الرؤيا خاطب حسن جان قائلا : «يا حسن! ألم أكن أقول لك؟ إننا لا نتحرك إلى جهة ما دون أن نكون مأمورين!! كان آبائى وأجدادى من أصحاب الكرامة ، إننا لا نشبههم» وبهذا القول غمط حق نفسه متواضعا ثم أمر بتجهيز حملة مصر رحمه الله رحمة واسعة» انتهى.
مات الشريف بركات عن واحد وسبعين عاما فى سنة ٩٣١ ، كما أن ابنه أبا نمى مات أيضا عن ثمانين عاما فى سنة ٩٩٢ ، وجلس على كرسى الإمارة بعد أبى نمى حسن بن أبى نمى.
وكانت مدة إمارة الشريف بركات ثلاثا وخمسين سنة وحكم بمفرده أحيانا ، وحكم أحيانا بالمشاركة مع ابنه. ومدة ابن أبى نمى اثنين وسبعين عاما ، وشارك أباه مدة اثنى عشر عاما فى الإمارة.