مكة وأعلنوا إمارة السيد نامى وشراكة عبد العزيز بن إدريس بن حسن فى إدارة مكة. وبعد ذلك ذهبوا إلى جدة ونهبوا أموال التجار والأهالى ، ثم عادوا إلى مكة المكرمة ونهبوا منازل الأشراف ، إلا أن الجنود الذين أرسلوا من مصر برّا وبحرا قتلوا كثيرا من الجلاليين ، وأعدموهم وأنهو فتنة الجلاليين وأعادوا زيد بن محسن إلى مقام الإمارة.
وبناء على ما يرويه مؤلف «تنقيح التواريخ» عند ما كان الشريف سعد بن زيد أمير مكة ، قام الشريف حمود بانتزاع الإمارة ، وصرف مساعيه لإيقاع الفتن والفساد وتسلط على مكة المكرمة والمدينة المنورة وجدة ، وأخذ يكيد على أبناء السبيل ويؤذيهم حتى تجرأ أن يقاتل والى جدة حسن باشا عدة مرات ، وبناء على ذلك تغيرت أفكار الشريف سعد وطمع فى أموال التجار والصرة التى ترسل من إستانبول لفقراء الحرمين ، وطلب من إمام اليمن أن يرسل له مقدارا كافيا من الجنود ليستولى على ميناء جدة ، وأخذ يثير الفتن والفساد حتى إنه حرص على أن يطلق رصاصا على حسن باشا والى جدة فى أثناء رميه الجمار ، وهكذا فسد نظام البلاد وقطع أشقياء القبائل طرق الحرمين ومواردهما ، ونهبوا قافلة الشام واغتنموها.
ولما عرض ما قام به الشريف سعد من انتهاكات على العتبة السلطانية رأى السلطان أن يعين والى الشام حسين باشا ، وهو أخو سياوش باشا قائدا وأميرا للحج المصرى ، وأوزبك بك قائدا للجيوش التى هيئت من مصر ، وأن يتوجه إلى مكة المعظمة ، فعند ما وصل حسين باشا بقافلة الشام إلى مكة اهتم بالقضاء على الفتنة فعزل الشريف سعد ، وعين مكانه الشريف بركات السالف الذكر وذلك نزولا على رغبة عموم الأشراف والسادات ورضاهم.
حرص الشريف زيد بن محسن ما يقرب من خمس وثلاثين سنة على حسن إدارة البلاد الحجازية واليمن بالعدل والحق وتوفى سنة ١٠٧٧. وعين مكانه سعد بن زيد ، وشاركه فى الإمارة سنة ١٠٧٩ أخويه الشريف حمود بن زيد