السيد المرتضى ، كما نصّ على ذلك منتجب الدين في الفهرست ، وهذا يعزز احتمال كون الابن من طبقةٍ متأخّرةٍ عن الطبقة التي يندرج فيها الأب من تلامذة الشيخ.
وأمّا الحسن بن الحسين البابويهي القمّي فنحن نعرف من ترجمته أنّه تلمّذ على عبد العزيز بن البرّاج الطرابلسي أيضاً ، وروى عن الكراجكي والصهرشتي ، وهؤلاء الثلاثة هم من تلامذة الشيخ الطوسي ، وهذا يعني أنّ الحسن الذي تلمّذ على الشيخ في النجف كان من تلامذته المتأخّرين ؛ لأنّه تلمّذ على تلامذته أيضاً.
ومما يعزِّز احتمال حداثة الحوزة التي تكوّنت حول الشيخ في النجف الدور الذي أدّاه فيها ابنه الحسن المعروف بأبي عليّ ، فقد تزعّم الحوزة بعد وفاة أبيه ، ومن المظنون أنّ أبا عليٍّ كان في دور الطفولة أو أوائل الشباب حين هاجر أبوه إلى النجف ؛ لأنّ تأريخ ولادته ووفاته وإن لم يكن معلوماً ولكنّ الثابت تأريخياً أنّه كان حيّاً في سنة (٥١٥ ه) كما يظهر من عدّة مواضع من كتاب بشارة المصطفى (١) ، أي أنّه عاش بعد هجرة أبيه إلى النجف قرابة سبعين عاماً ، ويذكر عن تحصيله : أنّه كان شريكاً في الدرس عند أبيه مع الحسن بن الحسين القمّي الذي رجّحنا كونه من الطبقة المتأخّرة ، كما يقال عنه : إنّ أباه أجازه سنة (٤٥٥ ه) ، أي قبل وفاته بخمسين سنة ، وهو يتّفق مع حداثة تحصيله.
فإذا عرفنا أنّه خلف أباه في التدريس والزعامة العلمية للحوزة في النجف بالرغم من كونه من تلامذته المتأخّرين في أغلب الظنّ استطعنا أن نقدِّر المستوى العلمي العامّ لهذه الحوزة ، ويتضاعف الاحتمال في كونها حديثة التكوّن.
والصورة التي تكتمل لدينا على هذا الأساس هي : أنّ الشيخ الطوسي
__________________
(١) بشارة المصطفى : ١٠٥ ، ١٨٨