جاء يوم القيامة يحمل لواء الغدر » (١).
والأمان هو الغاية في التعامل ، وان رفض المسلمون طلب الأمان لضرورة معينة وظنّ الأعداء انهم استجابوا لهم ، كان ذلك الظن أماناً لهم ؛ لانّ هدف الإسلام هو حقن الدماء في جميع الأحوال.
قال الإمام جعفر الصادق عليهالسلام : « لو انّ قوماً حاصروا مدينة فسألوهم الأمان ، فقالوا : لا ، فظنّوا انّهم قالوا : نعم ، فنزلوا إليهم ، كانوا آمنين » (٢).
أوجب الإسلام الوفاء بالعهد ، فلا يجوز نقضه مادام العدو ملتزماً به ، وقد جسد الإسلام بهذا الوجوب السماحة والسلام وحقن الدماء ، وأثبت للجميع انّه لا يقاتل إلاّ دفاعاً عن المقدسات وعن النفس ردعاً للعدوان.
قال أمير المؤمنين الإمام عليّ عليهالسلام : « ان وقعت بينك وبين عدوّك قصة عقدت بها صلحاً وألبسته بها ذِمَّة فحُط عهدك بالوفاء ، وارع ذِمّتك بالأمانة ، واجعل نفسك جنّة بينك وبين ما اعطيت من عهدك » (٣).
وقال عليهالسلام : « ما أيقن بالله من لم يرع عهوده وذِمَّته » (٤).
وقال عليهالسلام : « فلا تغدرن بذِمّتك ، ولا تغفر بعهدك ، ولا تغتلن عدوّك ، فإنه لا يجترئ على الله إلاّ جاهل ، وقد جعل الله عهده وذِمّته أمناً أفضاه
__________________
(١) الكافي ٥ : ٣١ / ٢ ، باب إعطاء الأمان ، كتاب الجهاد.
(٢) وسائل الشيعة ١٥ : ٦٨ / ٤ ، باب جواز إعطاء الأمان ووجوب الوفاء ، كتاب الجهاد.
(٣) تصنيف غرر الحكم / عبدالواحد الآمدي : ٢٥٢ ، مكتب الاعلام الإسلامي ، قم ، ١٩٨٧ م.
(٤) تصنيف غرر الحكم : ٢٥٣.