الله ، وأنّي رسول الله الذي تجدونني مكتوباً في التوراة ، والذي أخبركم به علماؤكم أن مخرجي بمكة ومهاجري بهذه الحرّة ... فقالوا له : قد سمعنا ما تقول وقد جئناك لنطلب منك الهدنة على أن لا نكون لك ولا عليك ، ولا نعين عليك أحداً ، ولا تتعرض لنا ولا لأحد من أصحابنا حتى نظرنا إلى ما يصير أمرك وأمر قومك ، فأجابهم رسول الله صلىاللهعليهوآله إلى ذلك وكتب بينهم كتاباً أن لا يعينوا على رسول الله ، ولا على أحد من أصحابه بلسان ولا يد ولا بسلاح ولا بكراع في السرّ والعلانية لا بليل ولا بنهار ، والله بذلك عليهم شهيد » (١).
الاعتراف بحق الاعتقاد والتدين من قبل الإسلام والمسلمين من الحقائق البارزة التي اعترف بها غير المسلمين انصافاً منهم في قول الحقيقة لما لمسوه وشاهدوه من ممارسات ايجابية في علاقات المسلمين بغيرهم.
فقد كتب البطريك المسيحي ( سيمون ) من مدينة مرو : « انّ العرب الذين اورثهم الله ملك الارض لايهاجمون الدين المسيحي أبداً ... انهم يساعدوننا ويحترمون الهنا وقديسنا ... » (٢).
وقال مونتجومري وات : « كان السبب الأول في نجاح محمّد صلىاللهعليهوآلهوسلم جاذبية الإسلام ، وقيمته كنظام ديني واجتماعي لسد حاجات العرب الدينية والاجتماعية.
كما انّ بصيرة محمّد صلىاللهعليهوآله ودبلوماسيته ومهارته الادارية لعبت دوراً كبيراً في نجاحه ... يضاف إلى ذلك انّ مهارته في ادارة التحالف الذي يرأسه ... جعل
__________________
(١) إعلام الورى بأعلام الهدى / الطبرسي : ٧٩.
(٢) روح الإسلام / سيد أمير علي : ٢٦٥.