فكتب إليه رسول الله صلىاللهعليهوآله : « بسم الله الرحمن الرحيم : من محمّد النبي رسول الله إلى المنذر بن ساوي : سلام عليك فاني أحمد إليك الله الذي لا إله إلاّ هو ، أما بعد : فان كتابك جاءني ورسلك ، وانه من صلى صلاتنا وأكل ذبيحتنا واستقبل قبلتنا ، فانه مسلم ، له ما للمسلمين وعليه ما على المسلمين ، ومن أبى فعليه الجزية » (١).
« بسم الله الرحمن الرحيم : من محمّد رسول الله صاحب موسى وأخيه المصدّق لما جاء به ، ألا إنّ الله قال لكم : يا معشر أهل التوراة ، وانكم لتجدون ذلك في كتابكم : ( مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الإِْنْجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ الله الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا ) (٢) وإني انشدكم بالله ، وانشدكم بما أنزل عليكم ، وانشدكم بالذي أطعم من كان قبلكم من أسباطكم المنّ والسلوى ، وأنشدكم بالذي أيبس البحر لآبائكم حتى أنجاكم من فرعون وعمله إلاّ أخبرتموني هل تجدون فيما أنزل الله عليكم أن تؤمنوا بمحمّد ؟ فإن كنتم لا تجدون ذلك في كتابكم فلا كره عليكم ( قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ ) (٣) فأدعوكم إلى الله ونبيه » (٤).
__________________
(١) مكاتيب الرسول ٢ : ٦٥٩.
(٢) سورة الفتح : ٤٨ / ٢٩.
(٣) سورة البقرة : ٢ / ٢٥٦.
(٤) مكاتيب الرسول صلىاللهعليهوآله ٢ : ٤٨٧.