وأنّ محمّداً رسول الله ، وأنّك ابن عم رسول الله صلىاللهعليهوآله (١).
وكان لهم الحرية في إبداء وجهات النظر ، ومن ذلك قول أحد اليهود للإمام علي عليهالسلام : « ما دفنتم نبيكم حتى اختلفتم فيه ! » ، فأجابه عليهالسلام : « إنما اختلفنا عنه لا فيه » (٢).
ولأهل الكتاب حقّ كتابة التوراة والإنجيل وسائر الكتب الخاصة بهم ، ولهم حقّ الطبع والنشر. (٣)
من مصاديق انسانية الإسلام ورحمته باتباع الاديان ان تبنى حمايتهم من كل الوان الاضطهاد والظلم والعدوان ، بقسميه الخارجي والداخلي ، فهم آمنون على ارواحهم واعراضهم وممتلكاتهم ، وتجلى هذا التبني منذ الايام الاولى لاقامة الدولة الإسلامية في المدينة المنورة ، حيث كتب رسول الله صلىاللهعليهوآله كتاباً حدد فيه دستور العلاقات بين مواطني المدينة على اختلاف أديانهم ، وقد جاء في هذا الكتاب الشريف : « ... وانه من تبعنا من يهود فان له النصرة والاسوة ، غير مظلومين ولا متناصرين عليهم ... وان على اليهود نفقتهم وعلى المسلمين نفقتهم ، وان بينهم النصر على من حارب اهل هذه الصحيفة ، وإن بينهم النصح والنصيحة والبر دون
__________________
(١) الخصال / الصدوق : ٤٥٦ / ١ ، أبواب الاثنى عشر.
(٢) نهج البلاغة / ترتيب الدكتور صبحي الصالح : ٥٣١.
(٣) تحرير الوسيلة / الإمام الخميني ٢ : ٥٠٧.