امتشاق الحسام إلاّ دفاعاً عن النفس ، وهو يحرم العدوان تحريماً صريحاً ... واباحت الشريعة القتال للمسلمين دفاعاً عن حرية الضمير لاقرار السلم واستتاب الأمن والنظام » (١).
وقال روبرتسون : « ان المسلمين وحدهم هم الذين جمعوا بين الجهاد والتسامح نحو اتباع الاديان الاخرى الذين غلبوهم وتركوهم احراراً في اقامة شعائرهم الدينية » (٢).
وقال المسيوبونه موري : « الاسباب التي جعلت للاسلام الفوز في افريقية بين السود ، وأهم هذه الاسباب بساطة العقيدة الإسلامية التي تنحصر في كلمة لا إله إلاّ الله محمد رسول الله ... كذلك الإسلام ليس فيه طبقات ودرجات ، فالزنجي لا يرى نفسه محتقراً في الجماعة الإسلامية » (٣).
ونحو هذا صرّح الكاتب المسيحي الفرنسي هوبير ديتان حاكم المستعمرات الفرنسية بأفريقيا حتى سنة ١٩٥٠ م في كتابه « الديانات في أفريقيا السوداء » قال : « إن انتشار دعوة الإسلام في أغلب الظروف لم تقم على القسر ، وإنما قامت على الاقناع ... وكثيراً ما انتشر الإسلام بالتسرب السلمي البطيء من قوم إلى قوم .. وقد يسّر انتشار الإسلام أمر آخر هو أنه دين فطرة بطبيعته سهل التناول ، لا لبس ولا تعقيد في مبادئه ، سهل التكييف والتطبيق في مختلف الظروف ، ووسائل الانتساب إليه أيسر وأيسر ، إذ لا يطلب من الشخص
__________________
(١) دفاع عن الإسلام / لورافيشيا فاغليري : ١١ ، ١٢ ، دار العلم ، بيروت ، ١٩٦٠ م.
(٢) الإسلام في قفص الاتهام / شوقي أبو خليل : ١٢٥ ، دار الفكر ، ط ٢.
(٣) حاضر العالم الاسلامي / لوثروب ستودارد ٣ : ٣ ، دار الفكر ، بيروت ، ١٣٩٤ ه.