أقول :
لا يخفى على الخبير أنّ إسقاط قول النبي صلّى الله عليه وسلّم : « إنّه وليّكم بعدي » ليس إلاّمن البخاري نفسه ، لأنّ غير واحد من الأئمة يروون هذا الحديث بأسانيدهم عن علي بن سويد بن منجوف عن عبدالله بن بريدة عن أبيه ، وفيه ( حديث الولاية ).
فهذا التحريف من البخاري وليس من غيره ، وإلى ذلك أشار الحاكم النيسابوري ، وبه صرّح بعض كبار المحدّثين :
تنبيه ابن دحية على تحريف البخاري
قال ذو النّسبين ابن دحية الأندلسي : « ترجم البخاري في صحيحه في وسط المغازي ما هذا نصّه : بعث علي بن أبي طالب وخالد بن الوليد إلى اليمن قبل حجة الوداع : حدّثني أحمد بن عثمان قال : ثنا شريح بن مسلمة قال : ثنا إبراهيم بن يوسف بن إسحاق بن أبي إسحاق قال : حدّثني أبي ، عن أبي إسحاق قال : سمعت البراء قال : بعثنا رسول الله ـ صلّى الله عليه وسلّم ـ مع خالد بن الوليد إلى اليمن ، ثمّ بعث عليّاً بعد ذلك مكانه ـ فقال : مر أصحاب خالد من شاء منهم أنْ يعقّب معك فليعقّب ومن شاء فليقبل ، فكنت فيمن عقّب معه قال : فغنمت أواقي ذوات عدد.
حدّثني محمّد بن بشّار قال : ثنا روح بن عبادة قال : ثنا علي بن سويد بن منجوف ، عن عبدالله بن بريدة ، عن أبيه قال : بعث النبي ـ صلّى الله عليه وسلّم ـ